Friday, January 7, 2011

إلى السودان الشقيـــــــــــق




عام هجرى جديد ..وأخر ميلادى جديد ..ينذر بقدوم حدث أخر جديد وكارثة أخرى جديدة نحو ما يطلقون عليه الشرق الأوسط الجديد أو النظام العالمى الجديد
منذ قرن تقريبا ونحن داخل لعبة كبيرة ..من نحن ؟ نحن سكان الأرض .. شعوبا ..وحكومات أحيانا ..مثل رقعة شطرنج كلا يٌحرك ليس بإرادته – ولكن بإرادة اللاعب الوحيد والأوحد الذى ينافس نفسه ..وكلا منا يؤدى دوره بمنتهى الأمانة والإخلاص ويعتقد أنه يفعل ما يريد ولا يدرى ...أو يدرى فى بعض الأحيان أن هناك من أراد له ذلك ..أو إضطره لهذه الحركة أو اللعبة . وأننا جميعا دٌمى داخل رقعة شطرنجية عالمية فيها العسكرى – مثل الوزير- ॥الكل له دور ॥ولكن مع فارق الإمكانيات وطريقة التفكير والتنفيذ لكل دور وكل قطعة । مثل الملك

قرن من الزمان.. حدثت خلاله الحرب العالمية الأولى لخدمة من ؟ والحرب العالمية الثانية ؟ وإنتهى الإتحاد السوفيتى والإمبراطورية النازية وزرعت إسرائيل فى قلب الوطن العربى الذى يمثل نبض الجسد الإسلامى ..وحدها فلسطين ..تأبى وترفض النسيان ..ترفض ان تصبح أندلسا أخرى ...نستطيع ان نقول ان تدابير صهيونية وراء كل هذه الأحداث ..نستطيع ؟ نعـــــــــم ..صهيونية وليست يهودية والفرق بينهما كبير .
قرن من الزمان يتأخر العرب إلى الوراء وفى مقدمتهم مصر ..قرن من الزمان يتلاعب بإرادتهم ويُستخف بآرائهم قرن من الزمان ويد جراح ماهر فاسد فى نفس الوقت تستئصل كل بؤرة إصلاح وتطفىء كل شعاع نور وتطمس كل بارقة أمل ..قرن من الزمان ونحن ننقسم ونتقاسم ونتباعد ...فلسطين – إيران – العراق – الكويت – الصومال – لبنان – دارفور والسودان وماخفى كان أعظم فى مصر وقطر والسعودية والأردن وغيرها ...نتراجع ونتخلف ونتدهور فى إستمرار مخيف وبخطى ثابتة إلى الوراء .
يد جراح ..تستئصل وتقسم وتجرح وتبطش وتقتل ونحن فى غياب تام كالجسد المسجى فى غرفة العمليات الغائب عن الوعى ..الكثير من الجرائم ترتكب بإسم العرب والعروبة تارة والإسلام والمسلمين تارة أخرى ..حكومات وحكومات وأنظمة إستخباراتية بالكامل وعالم من رجال المال والأعمال والإعلام ..الكل يعمل فى بوتقة واحدة والهدف واحد ..النظام العالمى الجديد..الذى لا يتم إكتمال صورته إلا بالقضاء على العرب والمسلمين ...وقيام دولة إسرائيل ..نعم إنها ليست مجرد دولة صغيرة إنها فكرة عظيمة ..نظام عالمى جديد ..؟؟هذه هى كلمة السر
الوطن الأم – أرض المعاد وتأمينها بالطبع!! وتلبية كل إحتياجات شعب الله المختار من مياه وثروات الشرق حتى ولو كان كل العرب دروع بشرية فداء لذلك .
أصبحت أشعر بأنى أعيش داخل نظرية مؤامرة كبيرة يطول التحدث عنها وعن أسبابها ونتائجها ولكنها بالفعل موجودة ونحن بالفعل نعيش بداخلها ..سواء كنا مدركين ذلك أم لا ...ونسير بالضبط فى الطريق المرسوم ولا نود ان نحيد عنه يمنة أو يسرة ..والآن وفى بداية عام جديد وعقد جديد أيضا وبعد بضع أيام خطوة جديدة على الطريق.. نفس الطريق ..ونفس يد الجراح الماهر
طريق الشر ..المحفوف ببعض الشعارات ..الديمقراطية – الطائفية – محاربة الإرهاب – محاربة الحكام الديكتاتوريون – وغيرها الكثير والكثير – فبعد بضعة أيام سنتلقى بكل أسف صفعة جديدة على جبهة الوطن العربى الكبير نتلقى مسمارا أخر فى نعش الوطن نتلقاه بكل خشوع وخضوع ((كعادتنا)) مسمار أخر وضربة أخرى هى ببساطة ..تمزيق الســــــــــــــودان
اليوم إلى شمال وجنوب
وغدا إلى شمال وجنوب ودارفور وبعد غد ينتقل الدور إلى ضحية أخرى لدق مسمار أخر فى نعش الوطن العربى ...نعم ..هى ببساطة سياسة فرق ..تسد
التى ننفذها دون أن نرهقهم أو دون حروب ومواجهات شكلية على الأقل ..دويلات ودويلات يسهل القضاء عليها واحدة تلو الأخرى مثل قطيع الغنم التائه فى الصحراء ..يصطادها الذئب واحدة تلو الأخرى
إن لم تقضى هى على نفسها ..شمال وجنوب ..مسلم ومسيحى ...غنى وفقير ..وتقاسم ثروات ..ونزاعات.طبقية ..بترول ..نيل ..معونات أجنبية ..سلاح ..أموال ..حروب أهلية طاحنة ..يخرج منها الوطن بلا مواطنين وبلا شعب وبلا حب وبلا شىء
هذا هو الطريق المرسوم بكل بساطة بعد يومين سيتم عمل إستفتاء 9 يناير لتمزيق السودان ((لا أدرى لماذا كلما قرأت أو قلت 9 يناير تذكرت وعد بلفور المفجع 2 نوفمبر 1917 )) لجعل الشعب الذى كان يوما بالإضافة إلى الشعب الذى.كان.يوما.بالإضافة.إلى.الشعب.المصرى.شعبا.واحدا...إلى.شعبين..وغدا إلى ثلاثة أو أربعة وذلك بالتستر تحت شعار الحرية الدينية تارة وإمتلاك أسلحة تارة ومجابهة حاكم ظالم تارة أخرى ..عراق أخر ..وليس العراق منا ببعيد سقوط العراق كان فى العقد الأول من الألفية ..هل سقوط السودان سيكون فى بداية العقد الثانى؟؟؟ ..سقوط العراق كان رغما عنه ..هل سقوط السودان سيكون بمحض إرادته ؟؟؟
تساؤلات وتساؤلات لا أجد لها تفسيرا
أسأل كل الأخوة السودانين مسيحين كانوا أو مسلمين أو حتى يهود ..نار صدام حسين فى العراق كانت الأفضل ..أم جنة الأمريكان ؟؟؟
السودان الشقيق ...إخوتى فى العروبة ...إخوتى فى الإنسانية ..أبناء القارة الأم ..أبناء إفريقيا ..إلى منظمة المؤتمر الإسلامى ...إلى منظمة المؤتمر الإفريقى ...إلى جامعة الدول العربية ...إلى كل مواطن عربى أو إفريقى ..مسلم أو مسيحى ..يستطيع أن يفكر فى مستقبل السودان
نظرة تأمل
ننسى خلالها الذاتية والمصالح والمناصب ..لحظة تأمل نفكر فيها فقط من أجل السودان ووحدته وإستقلاليته ودوامه
من المستفيد من تمزيق السودان ؟
ولماذا الآن ... السودان فى حروب أهلية طاحنة منذ عقود ...لماذا فى بداية العقد الثانى ..لماذا تزامنا مع وجود توترات فى كوتديفوار ..اليس من الغريب أن تتزامن تفجيرات كنيسة القديسين فى الإسكندرية فى بداية 2011 ...مع الإستفتاء الذى سيجرى يوم 9 يناير ..أعرف إن موعد الإستفتاء محدد سابقا ..ولكن من يدرى أن موعد التفجيرات أيضا محدد سابقا وغير ذلك على الصعيد السياسى العالم كله فى هذه الآونة تتجه أنظاره نحو مصر لينظر هل تأكلها الفتن الطائفية ؟؟ أم أن مصر كعادتها تأتى بغير المتوقع فى الوقت نفسه نسينا جميعا مشكلة السودان للنظر إلى شأننا الداخلى ونداوى جراح إخوتنا الجرحى ونأخذ بيد أهالى شهداء يد الغدر التى ما أنزل الله بها من سلطان ..ليلتهب المسرح فى السودان دون أن نستطيع حتى المشاهدة ..ولا التصفيق ... صدفة ...أليس كذلك ؟؟؟
انا لا أستبق الأحداث ولا أستطيع تحديد الجانى ولا أنفى التهمة عن أبناء وطنى ولا أستطيع فعل شيء غير أنى
عفوا
أدعى أنى واحد من هؤلاء المجانين اللذين يمارسون هواية التفكير فى زمن يحكمنا فيه مجموعة من الحمقى والمغفلين
أليس من الغريب أن تبدأ السنة الجديدة والعقد الجديد بعشرات القتلى والجرحى فى أكبر دولة فى المنطقة وعلى حدود السودان وقبيل أيام من الإستفتاء والحادث مصبوغ بطابع طائفى ..أليس هذا يدعم رأى مؤيدى الإنقسام ..أبسط ما يقال ..إن لم ننقسم الأن سيتحول علينا مسلمون الشمال للتخلص منا كما فعل مسلمى مصر ..أليس هذا يعتبر تحليل جيد لدى بعض الناس التى تترك نفسها لتسبح مع تيارات الإعلام العالمى المأجور أليس هذا بتحليل جيد لإصحاب النفوس الضعيفة؟؟؟
أسأل مرة أخرى ..من المستفيد من تمزيق السودان ؟؟
إخوتى فى السودان ..تعتقدون أنكم بقرار التمزيق ..ستحصلون على حقوقكم ..انكم سترضون ربكم أو دينكم ..أيا كنتم مسيحيين أو مسلميين ...فلندع للعقل فرصة للتفكير والتدبير وإتخاذ القرار المناسب وللنظر إلى فلسطين ولنأخذ العبرة من العراق
العراق الذى أيضا يحوم حوله قرار التقسيم الذى يخدم بكل أمانة الشرق الأوسط الذى يحلمون به ..الذى يخدم مصالحهم الذى يقوم بتوصيل كنوز الشرق إلى سفاحين الغرب أو للدقة.... للسفاحين من حكومات الغرب ....فالغرب بكل علمه وعلماءه وتقدمه يحتوى على الكثير من النبل والإنسانية والقيم ..ولكن للأسف كما ذكرت يحكمنا فى هذا العالم مجموعة من الآفاقين والمنافقين يعلمون جميعا أنهم على باطل (( إلا أقل القليل ممن رحم الله )) يعملون جميــعا من أجل خدمة أجندة كبيرة خفية تسمى (الصهيونية ) للأسف أحاول أن لا أقنع نفسى بذلك ولكنها الحقيقة
إخوتى فى الســـــــــــودان.وفى.كل الوطن العربى بمسلميه ومسيحيه وفى كل أفريقيا
لحظة للعقل ..للتفكير ..للتدبر ..لنكران الذات ..والتفكير فقط فى مستقبل الســــــودان ...شعب واحد ..دم واحد ..وطن واحد ..رغم تعدد الديانات ...فنحن جميعا إخوة بشر قبل كل شىء
لابد أن نعى تماما معنى كلام الله
لكم دينكم ولى دين
يعيش السودان حر ومتوحد ومستقل ..وتحيا العروبة
مواطن ..مصرى عربى