من المفارقات وربما الطرائف في وطننا الغالي العربي وليس مصر فقط أنك مثلا تري مواطن وليكن رجل أعمال مثلا أو عضو مجلس شعب أو غيره يمتلك 65 أو 75 مليار جنيه وتري آخر يمتلك 40مليار وآخر يمتلك 30 مليار وهناك ملياردير ومليونير ...ربنا يزيد ويبارك ....إلى ما ذلك وعلى النقيض تماما ترى مواطن آخر فى نفس الوطن المفروض أنه يتميز بنفس الإمتيازات ولم يمتلك ما يسمى بمقدم شقة أو شبكة لعروسه أو مبلغ من المال لتسجيل براءة إختراع أو بداية مشروع جديد كل هذا نعرفه ويطول الكلام عنه ولكن من المفارقات أيضآ أنك ترى شخصآ مواطن ايضآ أنهى التعليم الجامعى أومازال فيه ووصل إلى مرحلة متقدمة من التفكير و إعمال العقل فى أشياء مثل الدين _المستقبل _ التاريخ وبما أننا شعب فهلوى كالعادة فلقد ظهر منا من يريد أن يكسر بعقله كل العوائق ويتخطى كل العقبات ويقولك- ما هو بالعقل كده أو بالمنطق ونسى أنه رغم كل إنجازات العقل أن رب العقل قال ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) ..... وعلى النقيض تماما فإنك ترى شخصا آخر لاغى عقلة تماما فى نفس الوطن أيضا ولا يستخدمه إلا نادرا وتبقى هكذا الحياة جامدة صلبة دون وعى أو تفكير عند الغالب الأعم تحت مقولة سلمها لله وعند البعض الآخر يتم فيها إعمال العقل بشكل غير صحيح أوبشكل صحيح ولكن مبالغ فيه وهكذا كعادتنا دائما لا نعرف أن نعدل بين الأشياء فكثيرا ما نقع بين طيتى الإفراط و التفريط ولا ندرى ما هو الأمر الوسط رغم أن ديننا الإسلامى وقرآنه يقول "وقد جعلنكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس"
كنت قد تحدثت إليكم فى رسالة ماضية "تساؤلات يا سادة" عن أن من كثرة الاتجاهات والانتماءات وكل واحد حر فى فكره "إعمال عقله" وكثرة النظريات والإنغماس فيما يسمى بنظرية المؤامرة على شباب هذا الوطن العربى الكبير ((طبعا ممكن يطلع حد يقولى هو أنت هتمشى الناس على مزاجك أو عايز يبقى فى نمطية وأحادية تفكير اومال فين حرية الفكر اللى بتدعوا ليها ياعم)) هذا حقا لم يكن المقصود على الإطلاق ولكن حقيقة كل ما أريده الرفق بنا رفقا بى وبكل شباب جيلى "والله الواحد قرب يتعقد " إعمال عقل ـ إعمال عقل ـ إحنا مش متخلفين بس ببساطة أبو بالين كذاب . إعمال العقل يجوز أن يكون فى العلوم أو فى الكيمياء أو الهندسة إعمال العقل إذا كان فى السياسة فكل توجه له وجهة نظره الخاصة جدا التى تكون لها مميزات وعيوب حسب كل شعب وأخلاقة وعاداته فكل توجه سياسى يريد أن يحشد حوله نصيب الأسد ليصل إلى مكانة معينة من الجماهير قس على ذلك كل شئ ... القنوات الفضائية مثلا كل قناة لها فكر معين زى مثلا ميلودى تتحدى قلة الأدب .... ده توجه ...زى روتانا ومش هتقدر تغمض عينيك ده توجه زى إقرأ ومتعة الإعلام الهادف... ده توجه... ممكن أى حاجة فى الدنيا يكون فيها إعمال العقل وكل تخصص فيها يكون له وجهة النظر الخاصة به ناهيكم على إننا متعلمناش كده فى المدارس ولا تعلمنا حرية النقاش ولاتقبل رأى الآخر ولا آداب النقد ولا كيفية الإختيار ولا ولا ولا ولا ولا كتييييييييييييييييير.
وبقينا غرقانين فى إعلام أقل ما يقال عنه أنه بلا فلسفة محددة ولا توجه واضح رغم ما ذكرته وبالبلدى " بيجبنا يمين ويودينا شمال زى ما هو عايز " طيب نسيبنا بقى من كل إللى فات ده لإنه مقدور عليه كل حاجة بشوية تفكير أوبأخذ المشورة أوبقليل من العلم والمعرفة تقدر تحدد التوجه إللى تتبعه أو ما إلى ذلك ولكن طلع عندنا حاجة ثانية وهى إعمال العقل فى الدين وكثرة التوجهات فى الدين وفى السيرة وفى التاريخ الإسلامى ماشاء الله بقى عند شيعين و سلفيين ووهابين وقرآنيين وإخوان وغيرهم وغيرهم وناس تكذب البخارى زى ماهى عايزة وناس تشكك فى القرآن زى ماهى عايزة وكل واحد عايز بصراحة ـ أن يقوم بإعمال العقل فى الدين كيفما يشاء وبدأنا فى الانقسامات والإنطواء إلى الداخل وكل واحد يقفل على نفسه ويكفر الثانى أو يقول رأيى وأنا حر فيه إلى أن وصلنا إلى أنه لا توجد ثقافة دينية وبدأنا نطالب بتجديد الخطاب الدينى وأى أحد أيا كان توجهه أو ثقافته يسمع أى فتوى صح أو غلط بس مش على كيفه يقولك الله أعلم أن إيه إللى يخلينى أصدق الشيخ ده أصل عليها إنتقادات " أنا واحد من الناس دى على فكرة عشان متفتكروش إنى بره الموضوع " أنا عادة بكتب عن المواضيع اللى تعبانى أنا شخصيا وبحاول ألا قيلها حلول " المهم بنظريتى الشخصية البسيطة لإنى لاعالم ولافقيه ولو غلطان ياريت حد يفهمنى .
ببساطة ربنا قال "وما من صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها " والرسول صلى الله عليه وسلم قال "الحلال بين والحرام بين " وقال كمان "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا ....كتاب الله وسنتى . وقال كمان عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضواعليها بالنواجز وربنا كمان قال (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا )) . قضى الأمر الذى فيه تستفتيان ـ نسكت بقى ولا نتكلم ولا نقول إيـــــــه.... الدين ده موجود من1400سنة الرسول صلى الله عليه وسلم جاوب على كل تساؤلات الناس فى الأيام دى ... كل شئ بشكل واضح وصريح وقاطع بما لايدع مجالا للشك والقرآن الكريم أيضا ولكن رده جاء ليس إقتصارا على من أنزل عليهم فى عصره ولكن ...أرسلنك رحمة للعالميـــــــــن... "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تفقهون " فالعيب ليس فى القرآن فالقرآن لم يخطئ ورب القرآن منزه عنه الخطأ المولى جلا فى علاه "مش محتاجة إعمال عقل " ولكن نعيب زماننا والعيب فينا" إحنا إللى بقينا مش فاهمين لغتنا أنا بتكلم بصفة الجمع لإن إحنا فعلا الغالب الأعم ولم أقصد علماء التفسير وغيرهم.... مش فاهمين لغتنا من جهة وبنكابر ونقول إننا فاهمين .... من جهة آخرى ....القرآن منزل من قبل الله الواحد الأحد منذ 1400عام وفسرمن قبل الكثير من علماء الدين اللذين نكن لهم كل إحترام وتقدير من أول الصحابة وعلى رأسهم بن عباس رضى الله عنه مرورا بالقرطبى وبن كثير والطبرى و الجوهرى ووصولا إلى سيد قطب والشعراوى. وفى كتابه القرآن كائن حى " أنصح بقراءته" يدلل الدكتور مصطفى محمود أن عظمة القرآن وعظاته لم ولن تنتهى ولعل ذلك هو ما أدى إلى تفسيره فى كل عصر على يد أكثر من عالم ليس تماشيا مع الموضة أو العصر أوالحداثة و لكن كل عصر له متطلباته التى يجب أن يجاب عنها من صميم الكتاب والسنة فهو لا يدع صغيرة ولا كبير كما ذكرنا سالفا هنا العالم يجتهد .... يجتهد فى إعمال العقل للوصول إلى أفضل الأمور رغم إن القرآن أصلا مفسر قديما كما ذكرنا و الأحاديث النبوية أيضا مفسرة ومثبتة ومعنعنة لمن يريد التأكيد والفهم وعندنا تراث لا يمكن الاستهانة به أو تحريفه أو اللغط فيه مثل الأئمة الأربعة وصحيح مسلم وصحيح بخارى والألبانى والطبرى وغيرهم من العلماء الأبرار اللذين يقال عنهم الآن أصحاب الفكر المتشدد أو المتزمتين أو الأصوليين ... نتيجة لإعمال العقل يا من تدعون أنكم أصحاب عقول ...إعملوا عقولكم كيفما تشاؤن ولكن إتركوا الدين لمن يستطيعون فعلا إعمال العقل فيه.... إعملوا عقولكم كيفما تريدون ولكن إعلموا ان من قال لا أعلم فقد أفتى ... إعملوا عقولكم كيفما تشاؤون ولكن إتقو الله فينا وفى أبناؤكم فالحرام بين والحلال بين... ماذا يحدث لو يترك كل فرد يعمل فى مجاله للصالح العام دون التكفير من أحد واللعنة من أحد والإتهام بالغباء وعدم إعمال العقل والتشدد والتخلف من أحد آخر ماذا يحدث لو تقاربنا وتصالحنا وتفهمنا وجهات نظر بعضنا لصالح الصالح العام لصالح نقاء ومن ثم الدنيا
أأسف على الإطالة
كالعادة:D
الموضوع لم ينتهى بعد
المنســــــــــــ21- 8 – 2010 ــــى
No comments:
Post a Comment