Tuesday, September 17, 2013

هى حواء


فى يوم من الأيام فى قديم الأزمان كانت هناك قبيلة تعيش فى الصحراء المقفرة تملؤها حياه ..فرح وحزن وصخب وعمل ..كانوا آمينين بينهم ..تشاركهم نسائهم العمل برعاية الأغنام والقيام بأعمل الحلب والضر إلى جانب أعمال المنزل ..كانوا يعيشون حياة آمنة هادئة ...ويقضى الرجال يومهم فى أعمال التحطيب أو العمل بالمناجم التى كانوا يستخرجون ما بها من ثروات ليعيشوا عليها مع تجارتهم مع أهل المدن .
وكان هناك فى قبيلتهم الصغيرة المتألفة كهف كبير يقيمون فيه أفراحهم وإحتفالاتهم فى ليالى الشتاء الصحراوية التى تتسم بالبرودة القارسة
وفى إحدى المرات التى يحيون فيها حفلا من حفلات العرس ..فرحين ومنسجمين فى تدشين وبناء حياة جديدة لأبناءهم ويقيمون شرع الله فيما بينهم  لعروسين يبدأون حياتهم بالفرح
وإذ يتبدل المشهد بعاصفة شديدة تتبعها هزة أضية أدت إلى سقوط الكهف فوق رؤوسهم وإنقلب العرس إلى ساحة موتى كبيرة وكان النساء يصطفون فى مكان واحد ..ووقعت عليهم صخرة كبيرة أدت إلى موتهم جميعا فيما عدا عروس الحفل التى لم تدخل دنياها بعد
هذه القبيلة كانت تتمركز فى هذا المكان منذ مئات السنين وكان شباب القبيلة عادة يتزوجون من بناتها وكانوا لا يعرفون غير ذلك ، فهى بشكل بديهى أو غير متفق عليه صارت عادات وتقاليد لا يعرفون سواها
بين عشية وضحاها ماتت كل نساء القبيلة وبناتهم وتركوا من ورائهم الرجال والأطفال فقط ومات كل ما يمت للأنثى بصلة اللهم إلا هذه العروس التعسة فى ليلة عرسها التى مات فيها أباها وأمها وكل عائلتها
ولأول مرة فى هذه القبيلة تحمل زوجة أحدهم فى مخلوق جديد لم تحدد ملامحه بعد ويتمنون أن يكون أنثى ويدعون الله من أعماق الأعماق
اللهم أرزقنا بأنثى ..لتضىء لهم حياتهم وتجعل لدنياهم معنى أخر ..ولكن الله قدر ..مرت 9 أشهر من الدعوات والأحلام والأمانى فى أن يرزقهم الله بالأنثى وجاءت الرياح بما لا يشتهى السفن ، 
إنه الولد
أمر الله – قضاء الله وقدره – ماذا حدث – أما نشىء البشر وترعرعوا على حب الولد على مر الأزمان وكذلك أيضاء نشى أفراد هذه القبيلة منذ أجداد الأجداد وهم يتباهون بخلفة الذكور التى تسعى مع الأباء والأمهات لجلب الرزق ولحمل إسم العائلة ولكن الله قدر أن تكون الحياة فى الأنثى ...الإستمرار فى الأنثى ...الوجود ذاته فى الأنثى ...أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم فى لمحة بصر واحدة ..أمر غريب ..لم يخطر ببال أعتى ذكورهم ان مصيرهم ومصير بقائهم على وجهه البسيطة يرتبط بأن تولد أنثى تكرر المشهد وتكرر الحمل وتتكرر الدعوات وتتكرر الأمانى
إثنى عشر عاما تلد فيها هذه العروس الحزينة إثنى عشرا طفلا من الذكور ..يالعجائب القدر ..صار أطفال القبيلة القدامى رجالا وصار رجالها شيوخا وودع القبيلة من ودع من الأباء والأجداد إلى لقاء رب كريم
وظل الرجال يحلمون والأطفال الجدد لا يعرفون شىء مؤنث فى هذه الحياة سوى من حكايات رجال القبيلة إلى جانب الأم التى جعلها الله سببا فى وجودهم
الأم التى بلغت من الكبر عتيا أو لم تبلغ ولكن كثرة الحمل قد أنهكت قواها
عائلات القبيلة تنقرض عائلة تلو الأخرى وغدا ربما يقتتلون لو جاء إلى هذه القبيلة أنثى ..من سيتزوجها ؟؟ ومن سينجب منها الأنثى التى ستعيد هذه القبيلة إلى الحياة مرة أخرى ...يالله ...يارحيم يارؤوف ..من كان يستطيع ان يصدق أن يحدث كل هذا ...مصير عشرات الرجال والأطفال مرتبط بوجود أنثى لم يعد هناك قيمة للحياة بدونها ...أصبحت الحياة مقفرة ..جامدة ..لا يوجد جدوى للعمل ولا لجلب الرزق ...يأكلون ولا يأكلون ...إختفت البسمة والضحكة...إنتهت المحافل إلى غير رجعة
وظل الكهف المهدوم على رأس نصفهم الجميل الذى قتل فيهم الحياة شاهد عيان ...يذكرهم كل يوم وكل ساعة بما أقره قدرهم ....يارب لطفك بعبادك ..رحماك يارحمن يارحيم
......................................
وفى الحمل الثالث عشر ..جاءت البشرى والبشارة ،بعد أكثر من ثلاثة عشر عاما من مرارة الإنتظار أرسل الله نفحاته شعاع أمل يعيدهم إلى الحياة مرة أخرى ولكنهم سينتظرون إكتمال ونضوج أنوثتها ليس أقل من خمسة عشر عاما أخرى ..هل سيعيشون فى هذه الحياة الذكورية فى هذا المجتمع الأصم الأبكم خمسة عشر عاما أخرى ؟؟
مات معظم رجال القبيلة لم يتبق إلى سبعة من الرجال غير الأم التى توفى زوجها أيضا ..وتراجعت حالتها الصحية إلى أنها ظلت ترعى الإثنى عشر إبنا يعاونها فى ذلك سبعتهم إلى جانب الشمعة الجديدة التى ينتظرون توهجها لتضىء حياتهم من جديد
وفى يوم إكتمال توهجها ..بدا لهم حلما جديد يلوح فى الأفق ..رحلة جديدة ..رحلة إنتظار القادم ..المحاط بالأمانى والدعوات والرجاء على أن يكون أنثى أيضا
.............
تزوجها أكبرهم كان فى الأربعينيات من عمره وفى غضون عشر سنوات كان قد أنجب منها من الأطفال عشرا ..خمسة من الذكور وخمسة من الإناث
...كانوا يدللونها كثيرا ويلتفون حولها فى ليالى الشتاء كأنها قمرا وهم جميعا كواكب فى سماءها ..إذ تطلب تجاب ..إذ تمرض يضربون الأرض إلى أن تطيب أوجاعها ..هى الضياء الذى أرسله الله لهم
........
توفى زوجها فى بداية الخمسينات من عمره ولم تكن هى تجاوزت الثلاثين بعد ...بعد ان قضت أشهر عدتها تزوجت أحد الستة رجال الذى تركهم الله ليذكرهم برحمته وغفرانه لهم ...أنجب منها ثلاثة أطفال أخرين ذكرين وأنثى
أصبح فى القبيلة ستة من الإناث وكأنهم ست شمعات يشعلن جو الصحراء ضياءا ودفئا ورغم ذلك لا يجوز لهم الزواج من إثنى عشرا شابا هم أخوالهم ...
الذى صار أكبرهم الآن فى مطلع العشرين من عمره
وتمضى الأيام فى سيرها كلما  أراد الله يتزوج إحدى الإناث الست أحد الرجال الخمس الباقين للقبيلة وقد قاربوا على إنتهاء أعمارهم وإقتراب تحقق الحلم ورجوع الحياة مرة أخرى ..يتحدثون يوميا عن أهمية الأنثى فى قبيلتهم ودنياهم الجديدة التى لا يعرفون ..قد من الله عليهم بها ؟؟ أم إبتلاهم بها ؟!
أخر رجال القبيلة تزوج بأخر أنثتين منها ..أصبح هناك فى القبيلة خمس عائلات جدد وإثنى عشرا رجلا هما الخاسر الوحيد فى هذه الحياه
...
بدأت تشرق الشمس من جديد على الصحراء المقفرة ..فقد أنجبت كل عائلة من الإناث والذكور ما شاء الله لها ثمانية وعشر وإثنى عشرا من الذكور والإناث وكانوا يهتمون بالإناث إهتماما بالغا ومبالغا فيها ..فما بين طرفة عين وإنتباهتها أصبحت الأنثى هى سر بقاءهم وأصبحت الأباء والأجداد ينقلون قصتهم هذه إلى الأبناء وأبناء الأبناء حتى لا يسيئوا معاملة أخواتهن أو بناتهن فى المستقبل ... ظل الأخوال اللذين صاروا شيوخا هم الخاسرون الوحيدون فى هذه الدنيا يراعون الأخت الملهمة التى جعلها الله سببا فى شروق الشمس على هذه القبيلة مرة أخرى وبناتها وأحفادها إلى أن توفاهم الله الواحد تلو الآخر
أصبح الخمس عائلات الجدد يزواجون أبناءهم وبناتهم الجدد فى حب وسعادة ويساند بعضهم بعضا ويتناولون الحكى فى ليالى الشتاء على أطلال الكهف إلى أن إزدهر العيش مرة أخرى وعادت الحياة إلى طبيعتها ..بشرا لهم أهمية ....رجالا ونساءا بفضل الله الذى وضع سر خلقه ...نطفة فى رحم أنثى تلد أنثى تضىء بنورها الذى وهبه لها الله جلا فى علاه
فهلا أدركنا قيمة أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا فى حياتنا ...لا عليك من نعمة الخلق الذى وضعها الله فى رحمها ولكن هى الحب والعطف هى سر الخلق هى سر إمتداد البشر على الأرض هى الحياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ....ألم يحن أذن أن نقيم لها وزنها بيننا ونحظ حقوقها ونرعاها ونصونها ونحفظ لها مكانها ومكانتها
...............

الأنثى هى الأم والأمة ..هى الأخت والدفىء ..هى الحبيبة التى تعى معنى العطاء ..هى الأخت التى تعطى للكون لونا أخر هى الإبنة التى بالنظر إلى وجهها تضاء الدنيا وكأنها شمس الشروق ...هى الحياة ...هى ..حواء

Thursday, October 4, 2012

الذوق العام والهيكل الإجتماعى



 نعم الذوق العام يبدأ من القمم ثم يتسسلل،لأن الناس يقلدون الذين هم ( فوق) .
فى القمم الأجتماعية، نجد الأسرة على الشاطئ مثلآ لابد أن يأتيها الطعام كاملآ يقدمه السفرجى فى ثيابه الزاهية ! الشاطئ ليس مطعمآ ولا صالونآ ولكنه رياضة وراحة وبساطة .
إنه ليس مكانآ لخلع الثياب ، بل لخلع التكلف والمظاهر والعقد النفسية  ورموز التفوق الاجتماعى . ولكن لا أحد يفعل هذا...
ومن يأتون بعدهم فى الطابور الاجتماعى ،يقلدون ، حسب قدرتهم بالطبع ، ولكن جوهر الفكرة البعيدة عن فكرة الشاطئ والراحة والتغيير والتخفف هو نفس جوهرها ، وإن إختلفت ترجمته من طبقة إلى طبقة.
فى القمم الاجتماعية توجد الرغبة فى الشعور بأنهم فوق القانون ، حتى ولو كان القانون لدفع قروش لدخول الشاطئ ..
ولكن التسهيلات والبطاقات المجانية تصرف لهم ،
فيشعر من بعدهم أنهم مظلومون لو احترموا القانون ودفعوا ، ويشعرون أن مخادعة القانون نوع من استرداد الحق ، وهكذا تكسر السلسلة ..فى القمم الاجتماعية ينتشر شعور الأنانية ، وبأن امتيازاتهم تنفذهم من مشاكل الجماهير العادية ، فتقع مئات التصرفات فى العمل والشارع والبيت تترك أثرها فى ضمير الموطن العادى ويشعر أنه مرة أخرى مغبون ، فيكون رد فعله إما رفض القواعد ، خرقها أحيانا 
وتحدى الذوق العام ، بالألفاظ النابية مثلآ كنوع من النكاية الخفية التى يقدر على كبح جماحها فى نفسه
................................................................................


قد يتبادر إلى ذهنك فى الوهلة الأولى وأنت تقرأ هذا المقال أنه وليد اللحظة وأنه كتب بالأمس على الأرجح
ولكن الحقيقة أنه كتب فى ديسمبر لعام 1974 .. مايقارب الأربع عقود !!..
وهذا إن دل على شىء يمكن أن يكون لرؤية الكاتب الثاقبة وإهتمامه بقضايا العمارة والعمران وجماليات الذوق العام أو لتعبتئته .. أى الكاتب .. بهموم الوطن والمواطن وإحساسه بها قبل ان تتفاقم إلى ما نحن عليه الآن ..  ، بالتأكيد هو أبشع عشرات المرات مما كان عليه الحال منذ 4 عقود .. ولكن الأرجح .. أننا لم نحرك ساكنا على صعيد الوطن وعلى صعيد الثقافة والنظافة والذوق العام والحضارة طيلة هذه الـ 4 عقود أو ربما يزيد .. الأمر الذى جعل مقال بهذه الصيغة وهذا الوصف يصف وضعا  كان قائما بالفعل - هو ربما يتطابق على  ما نحن فيه الآن
المقال هو ضمن كتابات الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين والذى جمعها جهاز التنسيق الحضارى فى كتاب واحد بعنوان (مقالات فى التنيق الحضارى ) إجلالا وتقديرا لهذا الكاتب وعرفانا برجاحة عقله...ورؤيته .. الذى إذا كُتب لها الفهم من القائمين على الحكم وقتها و وعوا بها لكنا نعيش اليوم فى مصر أخرى ..
 وأنا أقرأ الكتاب .. كل مقال معبأ بأفكار ومقالات أخرى ، بل أقول إن كل مقال يستحق أن يكتب عنه كتاب ولا أكون مبالغا ..إلا أن هذا المقال تحديدا (سالف الذكر) لمس عندى حادثا أعرفه ويعرفه 
الكثيرون .. وخصوصا أخر جزء فى المقال

 (، ويشعرون أن مخادعة القانون نوع من استرداد الحق ، وهكذا تكسر السلسلة ..فى القمم الاجتماعية ينتشر شعور الأنانية ، وبأن امتيازاتهم تنقذهم من مشاكل الجماهير العادية ، فتقع مئات التصرفات فى العمل والشارع والبيت تترك أثرها فى ضمير المواطن العادى ويشعر أنه مرة أخرى مغبون ، فيكون رد فعله إما رفض القواعد ، خرقها أحيانا وتحدى الذوق العام ، بالألفاظ النابية مثلآ كنوع من النكاية الخفية التى يقدر على كبح جماحها فى نفسه)

من منا لا يفهم هذا الجزء !!.. أو لا يشعر بتأثيره المباشر على يومه وحياته ؟! .. حتى لا أطيل .. الحادثة التى أقصد ..هى متعلقة برفض القواعد أو خرقها والألفاظ النابية – من منا لا يرى هذه المساوىء فى كل مكان اليوم ؟!
ويستنكر ويضرب كفا بكف ويتسائل .. لماذا وصلنا إلى هذا الحد من التخلف ؟! والهمجية ؟! لماذا سائقى الميكروباص والتوك توك تحديدا تخرج من أفواههم الألفاظ الذى يندى لها الجبين ويصمت الناس فى أغلب الأحيان خوفا من أن ينوبهم من هذه الألفاظ جانبا ..؟!
أحداث الواقعة ببساطة إن لم نعيشها يوميا، فا أنا قرأتها أو سمعت بها من صديق لا أتذكر !
أن أحدا كان يستقل توكتوك .. ولاحظ ان السائق يسب كل من يمر بجواره بأقذع الألفاظ فسأله (لماذا كل هذا السباب) ؟!
فقال له .. إسكت ياعم  إحنا أحقر ناس فى المجتمع كله بيدوس علينا – وكله عايز يخلص مننا- ومحدش عايزنا ناكل عيش حتى الظابط إللى المفروض بيحمينا نزل صاحبى من التوكتوك من  غير سبب وقاله يابن .......................وضربه وأهانه قدام الناس !!!!
سكت السائل !! وإنتهت القصة !
أعرفتم الآن لماذا وصلنا إلى ما نحن فيه ؟!
أأيقنتم الآن عبقرية بضع السطور المذكورة فى مقال الكاتب منذ 4 عقود !!

أدعوكم بكل حرص وصدق  لقراءة هذا الكتاب وفهمه فهو مفتاح لمشاكل لا تعد ولا تحصى فى مجتمعنا
المنســـ2ـــ10ـــ2012ـــــى






Tuesday, September 25, 2012

العمارة والحب



بين المحسوس والملموس (عوالم ) لا يذوق لذتها إلا من إرتقى بالإحساس ومع الإحساس .. بالروح ومعها .. عوالم خالدة وباقية!!
تعلمنا انا المادة تفنى .. والمادة تشغل حيز من الفراغ .. وعلى النقيض الروح باقية .. ولا نعلم انها تشغل حيز من الفراغ
بين المادة والروح .. بين الفانى والخالد .. بين العقل والقلب ..فى العلاقة بينهم .. وبين الحب والعمارة ..أتفكر!
العمارة
جامعة الفنون وربيبتها .. إذا نجح المعمارى فى نجاحها (عملية ولادتها من الوجدان إلى الواقع) وُصفت بالجمال ، (الجمال) كما يقول لوكوربوزييه هو النسب .. من رأى النسب بعينيه فقط لا يحسها .. ومن أحسها يراها بعمق أخر وبشكل مختلف .. أو ربما لا يراها ولكن يعيشها – ينظر إليها بإعجاب .. تستدعيه – تناديه – تناجيه – يذهب إليها فى تؤدة – تحتضنه فى هدوء وعمق دائمين لا يتغيران .. كلما إحتضنته كلما ذاب فيها ورقى بها ومنها – كلما إحتضنته أحبها أكثر .. حافظ عليها ومجدها وخلدها ورسم لها اللوحات وكتب فيها الأشعار وربما كانت الأشعار جزءا منها أو مرقوشا عليها.. هذه إبداعات جديدة تولد من بهاءها لا يشترط أن تكون أجمل من فى الكون فالحب ليس نتيجة للجمال -  وإن كان الجمال سبب من أسبابه - .ولا يشترط ان تكون الأعلى قامة ولكن يشترط ان تكون أجمل من حيث النسب وأمتن علاقة بينها وبين ما يحتويها من عمران وأعلى قيمة بعمرانها ...كلما رآها إذن .. هدأ روعه وإنفرجت أساريره وإرتاحت ملامحه .. كلها أحاسيس فقط أحاسيس، ولكنها تخلد فى عالم لا يعرفه إلا من يتذوق جمال النسب
عالم يجتذبك ويحتضنك ويحتويك (ماديا) ولكن تبقى الغاية التى تدهشك فى كل مرة محسوسة وليست ملموسة !!
الحب
سيد العلاقات بين الناس ليس بين الرجل والمرأة فقط ، (النسب)، تحكمه أيضا النسب .. وعمقها .. وتزيده التفاصيل غنا فوق غناه .. سمعنا قديما أن .. مراية الحب عامية .. ليس القصد أنه لا يرى من يحب ولكن العكس تماما هو مايحدث هو يرى جيدا (نسب الجمال فيمن يحب ) أو قل يحسها لإن الرؤية مادية و الكل يرى .. لكن هو الوحيد الذى أحس بالنسب (ذاقها) ومن ذاق عرف !!  .. أيضا كما تكلمنا عن النسب كرمز للجمال فى العمارة.. ..بل إنها تتعدى كونها رمزا وإنما هى أصل الجمال .. ذلك اللاشىء الذى هو كل شىء.. كما يقول لوكوربوزييه أيضا .. العمارة  الجامدة الصامتة التى تحكى دون أن تنطق وتحتضن دون أن تلمس وتسمعك دون ان تتكلم فالجدران لها لـــغة ولها من يفهم هذه اللغة أيضا ...وقتها وأنت مستمتع بعظمة الحوار بينك وبينها وبين من قام بإبداعها - تنسى أو تتناسى شىء لم يتقن هنا أو هناك ويظل تركيزك منصب على صورتها وهى تتهادى إليك فى ثبات كل مرة بنفس القوة لإن الدافع الذى يجعلك تتخيل هذا محسوس وليس ملموس الأمر أشبه بالذى يحب ما يعمل والذى لا يحب فالذى يحب يبدع فى مايعمل وتصبح فترة العمل هى الغاية والوسيلة والحياة .. نعم يعود عليه عائد مادى من ذلك ولكنه لا يكترث له منذ البداية .. الغاية كانت العمل ومشاعره تجاهه .. أما من ذهب ليتقاضى عائدا ماديا فى عمل لا يحب القيام به فقد فقد الروح فى إنتاج العمل وأنتج شيئا ملموسا ليس له روح لإن غايته كانت المادة على الأرجح ..نفس العلاقة بين البشر التى تحكمها نسب الجمال بمقاييس الروح وليست بمقاييس المادة .. (( الحلاوة حلاوة الروح )) ، مقاييس الروح التى تجعلك تشعر بالإفتقاد النفسى لشخص ما وتجعلك تتهافت عليه ، فعند رؤيته تتذكر سريعا فى أقل من ثانية حوارت من السنين دارت بينكم (تحس) سريعا بحنين جارف – تستعيد النسب – التى تحكم عمق العلاقة بينك وبينه – عمق العشرة وليس طولها  ودقة التفاصيل وليس كثرتها الذى يتولد عنه عمق وغنا فى المشاعر التى  تنتج الصورة – تجرى نحوه أو يجرى نحوك – تحتضنه فى عمق يساوى عمق النسب إذا تغيرت النسب .. تغير الإحساس النابع منها وتغير المضمون .. كل مقياس أو عمق نسبة ما يعطى إحساسا أخر أعمق أو أقل عمقا بعكس الإنسان الذى لا تعرفه (نسب) العلاقة لا ترتقى إلى العمق – لا يحدث نفس التهافت أو الشوق أو الإفتقاد ..لا تتحدث النسب .. لا تتحدث الأرواح ..ولكن يتحدث العقل (المادى) الذى يركز على الشكل المجرد من النسب المجرد من التفاصيل
ولذلك
وبنفس المبدأ العام لفكرة الروح والمادة .. إذا إرتبط الحب (المحسوس) بين المصمم المعمارى الذى يصنع النسب وبين ما يصممه  سيرتبط بطبيعة الحال بين المنتج النهائى وبين قاطنه أو مستخدمه الذى يحس بالنسب ، الذى يتلقى الرسالة من الجدران .. الرسالة التى إذا كانت مرسلة من وجدان المصمم ومن روحه وصلت  دون مقدمات إلى وجدان المستخدم الذى يتسبب فيما بعد فى تخليد العمل وحفظه تأثيرا فيه وتأثرا به ليس هدمه وفناءه
أما إذا إرتبط العمل المعمارى بالمادة أيا كان موقعها سواء كان بين المعمارى والمنتج أو بين المنتج والمستخدم .. فستكون العلاقة على النقيض.. والتى سترتبط بالفائدة المادية التى فى إجمالها ملموسة ،من الوارد هنا أن تكون ملموسة وجيدة لكنها لا تدوم ..
كذلك
العلاقة بين البشر إذا إرتبطت بالحب فى أساسها أو بالمشاركات النفسية وعمق النسب وعمق التفاصيل الذى ينتج أولا من جمال النفس الداخلى أو الجمال الداخلى لدى فرد عند أخر وثانيا من جمال التفاصيل الحياتية الناتج من (العشرة ) التى  تحدد نسبة الإفتقاد النفسى من علاقة لأخرى .. نتج عن ذلك غنا وإستمرارية وتخليدا للعلاقة حتى بعد الممات والفناء المادى .. أما إذا تحولت الفكرة وإنعكست وبقيت العلاقة المادية هى المسيطرة التى تتمثل فى الإفادة التى تعود من شخص على أخر أو العلاقة الجسدية بين الرجل والمرأة مثلا .. فتنتهى العلاقة أو المتعة منها بإنتهاء الغرض المادى من الحدوث
لذلك نجد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى يتكلم عن السبعة الذى يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله .. منهم .. رجلان تحابا فى الله (دون النظر إلى الماديات )
إجتمعا عليه وتفرقا عليه .. صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ..وللحديث 
بقية فى علاقات أخرى 
المنســ20ـــ9ـــ2012ــــى

Thursday, July 28, 2011

الحاجة إلى الثورة على العالم


قرأت لأحد الأصدقاء الثورة فى مهب الريح ..وقرأت اليوم لدكتور يوسف زيدان ..ثورتنا المصرية ..تفقد البوصلة ..لماذا ؟
وقرأنا كثيرا فى الأيام الماضية تعليقات مثل ياثورة ما تمت ..وإنتبه من فضلك الثورة ترجع إلى الخلف ..إلخ
وفى مقالى مصر المنحوسة كتبت وجهة نظرى فى كيفية أننا دائما ما نعيش الفرحة منقوصة وأيضا فى مقال قراءة فى الثورات العربية ..تحدثنا عن المؤامرة التى تحاك للدول العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص أو تستطيع أن تقول رسم مسار محدد تسير فيه هذه الدول لإبعادها عن التأثير فى الرأى العام العالمى أو خريطة التحولات السياسية الدولية ..وذلك  يتم أحيانا بمساعدة الدول العربية نفسها !!
نحن قمنا بثورة ..أنا لا أتساءل ..فنحن فعلا قمنا بثورة ..أبهرت العالم ..عذوبة ورقى وفكاهة ...وتصدينا لأعمال بلطجة نتجت عن تصرفات غير مسؤلة من وزير داخلية ندل ورئيس جمهورية جبان ..المسؤولون عن الفراغ الأمنى الذى حدث فجأءة فى بلد بحجم مصر وكأنه خيار بين الحرية وبين الموت وصمد الشعب المصرى وظهر معدنه الأصيل كالعادة – وصنعنا التاريخ كالعادة ووقف مع الثورة من وقف ...ووقف ضدها من وقف ومنذ نزول قوات الجيش إلى الشارع وهى تحظى بتأييد جماهيرى واسه وقوبلت بالورود رغم أنها كانت على الحياد ورغم أنها لم تحرك ساكنا فى موقعة الجمل وتركت دماء الثوار الذكية تسيل من قبل غوغائية النظام السابق ورغم ذلك ...نحينا كل هذا جانبا ونظرنا إلى نصف الكوب المليان وتذكرنا للجيش وللمجلس أنهما لما يستجيبا لأوامر ضرب المتظاهرين وخرج علينا المجلس العسكرى فى كامل بهائه يحتضننا ويضرب تعظيم سلام لشهداء الثورة ...والله العظيم ثورة ...ولإحترامنا للمجلس العسكرى بمجرد ما قالنا ..خلاص روحوا إنتوا وإحنا هانجيبلكم حقكم ..والمثل المصرى بيقول إيه؟؟ ...إللى مالوش كبير بيشتريله كبير ..ودى ثورة شعب وملهاش قيادة ...وضعنا كل أملنا فى ربنا إللى نصرنا ثم فى المجلس العسكرى ...سمعنا الكلام ومشينا
وبما إن فى ثورة قامت ..وأؤكد أنها ثورة مش أى حاجة تانية
ولإنها فعلا ثورة كان من المفترض أن يكون عمل دستور جديد ..يليق بالثورة ومطالبها ويكون هذا الدستور مطلب ثورى من المطالب الرئيسية مثل إسقاط النظام تماما ولكن حبا وإحتراما وتقديرا للمجلس العسكرى قبلنا بمقترح الإستفتاء ..ووضعنا قدمنا داخل دوامة الدستور ولا الإنتخابات ..وأديرت اللعبة بشكل قذر ..ولكنها إرداة الله ..خلاص الإنتخابات أولا والحمد لله
كانوا 9 مواد وبقوا 63  وقلنا مش مهم عادى
وكان فى قبلها فى 9 مارس كشف عذرية وكان فى ...ورصيدنا لديكم يسمح وقلنا مش مهم
المفروض إللى أعرفه طالما إتقالنا روحوا وحقكم هايجيلكم ما نضطرش لنزول الميدان تانى ..ننزل ليه ؟؟
الريس وإتخلع ...والنظام ..وسقط ..والجيش بتاعنا ..هو إللى حاكم البلد ...قالك فى ضغوط من الخليج عشان ما نحاكمش المخلوع ..عملنالوه مليونيات ترفع عنه الحرج والضغوط قالك العجلة واقفة ..نزلنا كلنا نزق والعجلة كانت هاتمشى وتبقى زى الفل ولكن
إيه بقى إللى بيحصل تحت الترابيزة
حد فاهم حاجة يفهمنى ؟؟!!
بعد الفترة القليلة المشرقة فى وزارة الخارجية المصرية شالوا العربى وجابو العرابى ..لييييييييييه ؟؟؟!!!
بعد ما حصلت المصالحة وإتفتحت المعابر وإرتعدت فرائس اليهود جراء ما يجرى فى مصر من حراك يهدد مباشرة أمن إسرائيل – وراجعوا أحداث ذكرى النكبة والمسيرات التى خرجنا فيها وكاانت تشبهه إلى حد كبير فى روعتها مسيرات جمعة الغضب إلى أنها مبطنة بالعقيدة التى تجعل القضية الفلسطينية على رأس أولويات ..مصر الثورة
طار العربى ..الذى جعل الخارجية الإسرائيلية تنتقدنا أكثر من مرة فى إسبوع واحد بسبب أنه صرح أن مصر اخذت على عاتقها إعلان قيام دولة فلسطين فى الأمم المتحدة فى 2012 وبسبب أنه إحتضن المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين ..وفى الوقت ذاته كانت الجبهة الداخلية لا تقل حرارتها وسرعة أحداثها عن الجبهة الخارجية
أحداث كثيرة وجمعات متتالية أسفرت عن وحدة وطنية وحبس فلول النظام ووضع مبارك تحت الإقامة الجبرية وغيرها الكثير من احداث الأشهر الماضية التى لا تخفى عليكم جميعا
............
أحيانا نرجع البطىء فى إتخاذ القرارات من المجلس العسكرى ورئاسة الوزراء ((التى من المفترض أنها ثورية )) إلى إلتهاب الأوضاع وإلى أن المجلس غير مسيس والضغوط وغيرها
وأحيانا نرجعه إلى سيناريوهات خارجية مرتبطة بمعونة أو ((بنظام عالمى )) كثيرا مل يقلقنى هذا المصطلح من جراء قراءاتى لكتب الرائع مصطفى محمود ومشاهداتى لسلسلة القادمون ..أشعر بخطوات تؤخذ فعلا على أرض الواقع أننا ..أقصد دول العالم الثالث والدول العربية والإسلامية أننا مجرد دمى على رقعة الشطرنج العالمية ..كلا له دوره كحائط صد لجهة ما معينة أو لدولة ما معينة فرأينا مثلا أنه أكثر من أدلى بتصريحات جراء ما يحدث فى ليبيا هى حكومة إيطاليا كقوة إستعمارية لليبيا سابقا وفى تونس كانت فرنسا وفى مصر كان الكل يدلى بدلوه لأهمية وحساسية الموقف المصرى وتأثيره على المشهد العالمى
........
أما عن سوريا وما يفرض عليها من عقوبات إقتصادية وإطلاق يد النظام السورى وشعبه لينهك كل منهما الآخر وذلك بالطبع يصب فى المصلحة الإسرائيلية ..وإطلاق يد السعودية كحليف أمريكى فى المنطقة تفعل ما تشاء فى اليمن والبحرين 
................
إذن هناك شىء ما غامض ...يحيرنى وأعتقد أنه يحيركم أيضا
لدى بعض الإعتقادات التى لا أريد أتا أصدقها لإنها بمثابة كارثة إن ثبتت صحتها
هل هناك صحة لما يتردد أن هناك سيناريو مسبق للوضع الحالى فى مصر  ويتم التعديل والتغيير فيه على حسب الأوضاع الداخلية والخارجية ودرجة حرارتها ؟؟!!
هذا السيناريو المرعب من وجهة نظرى والذى يٌخمن انه بموجبه تم خلع مبارك مع الإبقاء عليه بدون محاكمة هذا السيناريو هو الذى أطاح بالعربى وجاء بالعرابى هذا السيناريو الذى جعل سامى عنان الساعد الأقوى فى المجلس العسكرى المصرى يكون متواجدا فى البنتاجون قبل التنحى بيومين فى الوقت الذى كان فيه مبعوث أمريكا للشرق الأوسط متواجد بالميدان !!
هذا السيناريو الذى سمح للمجلس العسكرى بوضع ال63 مادة التى أطاحت بأناس مثل زويل من السباق الرئاسى ..هذا السيناريو الذى يحاول القائمين عليه جاهدين أن يعيدوا الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة والمتمثل فى نقاط كثيرة جدا أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر فترة جس نبض الشارع المصرى التى كانت تتضمن إعتذار مبارك والفترة التى خرج فيها وزراء النظام السابق براءة وبالونة إختبار خروج زكريا عزمى لكبر سنه وخروج الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين فى السويس براءة !!! والتى تسبب فى الموجة الثانية للثورة
هذا السيناريو أيضا المتسبب فى الحكم من يومين ببطلان دعوى رفع إسم مبارك من المنشآت والميادين العامة وكأننا لم نثور ...لإننا لو ثورنا حقا لا داعى لذكر إسم أى شخص أيا كان فى مصر الجديدة على أى منشأ
هذا السيناريو الذى تسبب فى أن اللواء ممدوح شاهين خرج علينا ليخبرنا وياللعجب أننا قلنا نعم للمجلس العسكرى وهذا السيناريو الذى جعل اللواء الروينى يتهم بعضنا بالخيانة والعمالة والذى جعل اللواء الفنجرى يهددنا بإصبعه واللذى جعل مكالمة اللواء كاطو تطيح بمذيعة بقيمة دينا عبد الرحمن والذى جعل إلى الأن وجود 11 ألف سجين قابعين خلف قضبان السجون الحربية والذى أعادنا ثانية إلى ميدان التحرير فى فى صيف لا يعلم حرارة شمسه إلا خيرة شباب الوطن الذى يحترق تحتها يوميا تحت مرأى ومسمع وتعنت من القيادة السياسة الحالية  التى تقبع هى فى مكاتبها المكيفة التى تتعامل بنفس منطق سيبوهم يتسلوا ..حقا هناك إنجازات كثيرة تحققت على الأرض من بداية إعتصام 8 يوليو إلى الآن ...ولكن ألم نقم بثورة ؟؟!!..لماذا إذا نضطر أن نضغط ونشحت الحرية لتتحقق مطالبنا ؟؟؟!!!
هذا السيناريو أيضا الذى أعتقد أنه متسبب فى هذا الحوار ..الذى قال فيه الدكتور خالد أبو الفضل أن أمريكا تفضل حكم العسكر أو الحكم الوهابى لمصر طبعا كما وضح فى حواره أن هناك إجتماعات مستمرة فى البنتاجون لتحديد ما هو نظام الحكم الأفضل ((للمصالح الأمريكية فى مصر فى الفترة المقبلة ))!!!
ذلك كله فى جهة وفى الجهة الأخرى إنشقاق الصف الداخلى برفع دعاوى التخوين والتكفير والأسلمة والعمالة والخيانة
أنا لا أدعى أنى مسيس ..أنا لا أحمل أى توجها سياسيا يحملنى على إتباع فصيل بعينه ولكنى مواطن مصرى أحلم باليوم الذى يعيش فيه وطنى فى المكانة التى تليق به مؤثرا فى خريطة العالم لا تابعا لأيدولوجيات مسبقة
ولو كنت مسيس فعلا ما كنت إمتنعت عن النزول بعد جمعة الغضب ..قال إيه..إحتراما للجيش لإنه قال إن فى حظر تجول ..فا سمعت الكلام وقعدت فى البيت ..وحينما عاودت النزول يوم 30 فى الأسكندرية وسمعت خطاب لم أكن أنتوى ...صعب عليا الريس ..المخلوع ...الله يخلع قلبه البعيد ...وأفتتنت بلهجة الإنكسار التى كان يتكلم بها ..ولما تبينت الرؤيا أمامى وعاودت النزول إلى الميدان وتعرضت للأراء التحريرية  المحررة من شباب مصر الرائع ..إستعدت قوتى الثورية وآثرت الإعتصام فى الميدان
إذن كل ما هنالك أنى مصر مسلم لا أحمل أى أجندة ولا أقوم بعمل ينافى دينى أو أخلاقى ولا أقصى فصيلا بعينه ولا أكفر أو أخون أحدا ولكنى حقا بدأت أن أكفر برموز وطنى
ولذلك كل ما أتمناه فى المرحلة المقبلة أن تنقشع سحابة الخنوع والخضوع  لحكوماتنا ((التابعة )) وقيادتنا السياسية وتكون حكومة ثورية ....لالا ...لا أقصد أن الحكومة تأخذ شرعيتها من الميدان ..ولكنى أقصد أن تكون ثائرة ومؤثرة فى السياسات والنظم العالمية
لماذا لا نكون مثل الصين أو فنزويلا أو حتى إيران ((فى المواقف السياسية الخارجية ))لماذ لا نكون مثل البرازيل أو حتى كوبا ..ولنا من إمتيازات ما لا يهمشنا مثل كوبا مثلا وسوف تكون أصدقائنا دولا مثل المذكورة لا تتسم بخيانة الوعد أو العهود المعسولة مثل أمريكا وإسرائيل
من ينظر إلى التحولات السياسية العالمية ويعى أن أمن إسرائيل خط أحمر بالنسبة للإدارة الأوربية بقيادة أمريكا يعنى تماما ومن غير فكاكة
أن أمريكا لا ولن ولم تفكر فى حق أى فرد يعادى إسرائيل على وجهه البسيطة أو يعادى الصهيونية العالمية أو يقوى من شوكة الإسلام والمسلمين ..وإسألوا البوسنة والهرسك وإقرأو تاريخ فلسطين من النكبة إلى الآن وسربنتشيا بل وحرب أكتوبر نفسها شاهدا على التدخل الأمريكى فى شؤننا وهى عدو وهى صديق
أخيرا وليس أخرا
بعد أن تمنيت وجاء اليوم فعلا الذى تقول فيه شعوبنا الخانعة كلمتها وتوحد وراءها صفوف العرب وتجبر الجبابرة على الرحيل
أتمنى جديدا وأدعوا الله أن يطيل فى فى عمرى للوقت الذى أرى فيه حكوماتنا تثور على الأوضاع العالمية وتخرج خارج إطار اللعبة وتعتصم وتجتمع من أجل تغيير موقف دولى واحد نؤثر فيه ونغيره ليس عن طريق الشجب والإدانة والرفض ولكن عن طريق الأفعال وتكون لنا سياستنا النابعة من مصالحنا ومصاح شعوبنا وليست لأى أيدولوجيات مسبقة لصالح أناس أخرون
والله الموفق والمستعان
المنســـــ27 ــــ7 ـــ2011ـــــى

قراءة فى الثورات العربية



تستطيع أن تقول فقدان الكرامة فى المقام الأول و من دعى إلى الثورات العربية فى توقيت واحد على أنظمة جاءت أيضا فى توقيت واحد هو التالى للحقبة الإستعمارية التى أفقدتنا شيئا من هويتنا ...ولإننا كنا ندين لأنظمة الحكم هذه بشىء ما من الإحترام لإنها من ثار على الإستعمار وحقق الإستقلال فى معظم أنظمتنا العربية فكنا لا نعى حتى حق الإعتراض عليها ولكن ما زاد الطين بلة التقدم المذهل لدول العالم الذى جعلنا نتذيل القوائم الإحصائية دائما ..حتى فى أبسط الأشياء فى الوقت الذى علماؤنا وفلذات أكبادنا يتقلدون أرفع المناصب فى هذه الدول وإسئلوا الباز وزويل وإشتدت طاقة الثورة أكثر حينما إنتهكت حقوق المواطنين فى البلدان العربية .... كافة الحقوق السياسية والعقائدية ..إلخ ..مما جعل شكل المواطن العربى فى العالم كله وكأنه بشر من كوكب أخر ..معدوم الإحساس بكرامته ..يعيش أيامه فى سلسلة من ممارسات الخنوع والخضوع والذل ...إلى أن وقعت حادثة خالد سعيد ..أو البو عزيزى ..أو إنتخابات 2010 ...أو الكثير من الحوادث فى مصر والدول العربية التى أدت بشكل مباشر أن يثور العرب على الأنظمة التى قدموا لها فروض الولاء والطاعة كثيرا ...الأنظمة التى لم تستطع على الأقل فى ظل خنوعها وخضوعها أن تعمل على توحيد صفها وتحقيق الحد الأدنى من الكرامة والعدالة والعيش الكريم لمواطنيها ...ٌقامت ثورة تونس وتوالت بعدها الثورات العربية المباركة فى الوطن الكبير ولإننا على يد الملوك والرؤساء العرب ...عليهم جميعا من الله ما يستحقون ...أصبحنا مجرد قطع على رقعة شطرنج يحركها الغرب بقيادة أمريكا وتدابير إسرائيل
ولذلك
تم التعامل مع كل ثورة بشكل ما مختلف
ليس لحساب الثوار اللذين ثاروا على الظلم واللذين يطالبون بأبسط حقوق العيش الآدمية
عفوا
الغرب يطبق مبادئه لصالحه فقط
من هذا المعتوه الذى يعتقد أن دم المصرى له إحترامه وقدسيته عند أمريكا مثلا ؟؟!!!
أو دم الليبى له ذلك عند إيطاليا ؟؟!!
أو دم التونسى له ذلك عند فرنسا ؟؟!!
إن هذه الدول جل آمالها فى الحياة أن تستيقظ يوما ما لم تجدنا على وجه البسيطة
وإذا سألت نفسك لماذا تم التعامل المباشر مع الثورة المصرية ((التى أثرت على الإقتصاد العالمى ))وأربكت سيناريوهات السياسة الدولية ...,التى أيضا تحمل كل القيم العظمى من السلمية والتحضر والرقى ما تحمله
ولكن هل جاءت أوامر مباشرة بتنحى مبارك ؟؟
لإن الثورة المصرية تسببت فى صداع للأنظمة الأوروبية ..وإذا سألت نفسك أيضا ..لماذا لم يتم رد الفعل تجاه ثورة ليبيا أو اليمن أو البحرين أو ((سوريا ))؟؟!
أو غيرها من الثورات العربية
تونس ..بن على قصر على شعبه الموضوع وفر هاربا ..أما بشار أصر على إبادة شعبه فما كان رأى منظمة المؤتمر الإسلامى ؟؟ أو جامعة الدول العربية ؟ أو الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان العالمية ؟ مجرد كلام
كذلك الوضع فى ليبيا تدخلات غير موفقة للناتو
كذلك اليمن الذى لم يحدد مصيره بعد
ببساطة إن لم يكن الغرب مستفيد بشكل ما أو بأخر من خنوع وخضوع وذل الشعوب العربية ..كان لا يلزم الصمت هكذا ..ولو كانت منظمة المؤتمر الإسلامى أ و الأفريقى أو الجامعة العربية بها من يحترمون هذه الشعوب ويبقون عليها ..لكان الوضع تغير كثيرا ...
وهو ما حملنى أنا أفكر بمنطق نظرية المؤامرة
لقد أصبحنا حكومات وشعوب مجرد دمى فى النظام العالمى الجديد الذى زرع إسرائيل وجعل لها أنياب ومخالب وأباد البوسنة وأنهى العراق وأغرق الصومال وقسم السودان ويتوغل فى دول حوض النيل ليحاصرنا
نحن كحكومات وكمواطنين وشعوب عربية وإسلامية أصبحنا لا نحتاج إلى أن نثور نحن كشعوب فالشعب باقى وواعى وإرادة الله ستتحقق فى النهاية ولكنها تفتقد فقط الأسباب ..نحن أصبحنا نحتاج إلى حكومات تثور على النظام العالمى الذى يحاولون ترويضنا كى نرضى به ...نحن نحتاج حقا نظام عالمى جديد يخدمنا نحن

المنــــ27 ــــ7 ـــــ2011ــــى

Wednesday, July 27, 2011

مصر المنحوسة






لا أدرى من أين تكون البداية تحديدا لإنى منذ فترة وأنا أريد أنا اخرج هذا المقال إلى النور ولكنى لا أستطيع ..وهناك ما يدور بداخلى من صراعات كثيرة ورؤى عديدة ووجهات نظر أود أن أطرحها للنقاش لنصل معا إلى أرضية ترشدنا جميعا إلى الطريق الصواب إن أمكن إن شاء الله
شوية سعة صدر بقى
هو إحنا فعلا كشعب مصر ..شعب عظيم ؟؟!! – هى فعلا مصر ..محروسة ؟؟!! انا وإنتوا كمان عارفين إننا شعب زى الفل وشعب طيب وجدع وشهم ..إلخ ..وده مش إخلاص مننا بس ..- ده تكريم من ربنا إللى ذكر مصر فى القرآن أكثر من مرة والنبى (ص) الذى كان له فى مصر نسبا وصهرا ...وإحنا دايما عارفين الكلام ده – لكن إللى عايز أتكلم فيه دلوقتى ...إنى حقيقى نفس أفرح ...الفرحة وحشتنى ..نفس مصر كلها تفرح بإنجاز حلو كده مايكونش كروى ولا رياضى ولا معنوى ونفرح فرحة كاملة ...ليه دايما فرحتنا منقوصة ...الشعب العظيم وشعب البطولات وشعب الإنجازات ومصر المحروسة بقالها كتير أوى ..منحوسة ..تعالوا كده نراجع مع بعض ومحدش يتضايق إنه هيلاقى نظرية المؤامرة مسيطرة على كلامى شوية ..ده راجع لإنى فعلا قلقان من إللى بيجرى حوالينا ..ده غير إن لسة منتهى من قراءة كتاب مصطفى محمود بعنوان الإسلام السياسى والمعركة القادمة ..ونظرية المؤامرة المتفشية بين سطور هذا الكتاب الرائع التى تحاك لمصر وللعرب وللمسلمين وفى كتب أخرى لمصطفى محمود هى ليست بنظرية مؤامرة ولكن هو واقع حقيقى نعيشه يوما بيوم لكننا ندفن رؤوسنا دوما فى الرمل كى لا نعرف عنه ولا نصدقه ..
المهم – تعالوا كده نشوف مايسمى بالعصر الحديث – إللى أصبحنا فيه دولة منحوسة بدلا من كونها محروسة ..على فكرة انا مش مذاكر تاريخ أوى ولا قريت كتير عن الثوارات المصرية ..بس يلا بينا هنفكر بعض ..هى ثورة عرابى قامت على ظلم الخديوى مش كده ؟؟ ..وإيه إللى حصل ؟؟ توجت بالإحتلال الإنجليزى لمصر ..صح ؟
وثورة 19 قامت ليه أساسا ...مش ضد الإحتلال البريطانى ..وعشان الوحدة الوطنية ورفض الأحكام العرفية وكده كان فى إنجازات أكيد ..هتشوفوها هنا ..ولكن برضو  خلصنا وإحنا ما زلنا محتلين ...وثورة 52 بقى التى تعد من الصفحات المشرقة ليست فى تاريخ مصر بس ولكنها ألهمت ثوار العالم أجمع مثل غاندى وجيفارا وكاسترو وحررت ليس مصر فقط ولكن ساهمت فى تحرير العديد من البلدان المستعمرة ...وشالت الملك ومشت الإنجليز ..وبعد كده؟؟ ...طار نجيب وجه ناصر وألاف المعتقلين وجه اليهود و100 ألف جندى مصرى ماتوا قبل ما يفكروا يرفعوا سلاحهم وظلت الفرحة منقوصة ..هو إحنا مش مكتوب لنا نفرح يعنى ؟؟!!
ده كل قتلى عصر مبارك ماحصلوش عدد ال100 ألف ..والقومية العربية إللى زى ما قال مصطفى محمود إتحققت على الورق بس وطار ناصر وطارت القومية وطار الإستقلال وخسرنا الجلد والسقط فى مرحلة بها من الغموض إلى الآن ما بها ..وجاء الخليفة ..بطل الحرب والسلام ..الرئيس السادات الذى أيضا حقق العبور العظيم وقبل ما نلحق نفرح برضو أٌعقب بإتفاقية السلام.. سبب ما نعانيه إلى الآن ..التى يقول عنها خبراء القانون الدولى أنها أكبر إنجاز سياسى فى العصر الحديث ...لصالح إسرائيل ...والتى تسببت فى رفع يد مصر من المواجهة لتترك العرب والعروبة جسدا مسجى لتعبث بها يد أمريكا وإسرائيل ..وده طبعا غير الإنفتاح المفتوح المنفتح وما أدراك ما الإنفتاح ..وسرعان برضو ما طار السادات وسابلنا إنفتاحه وطارت معاه ذكرياته بحلوها ومرها وجاء الموكوس مع حفاوة الكلام عن الضربة الجوية ضربة فى قلبه البعيد الذى أكمل مسيرة الإنفتاح والتطبيع وجعل من مصر حقلا لتجارب البذور المسرطنة ويدخل هذا الوطن وهذا الشعب مرحلة جديدة من حرقة الدم وإنجازات مبارك مفيش داعى لسردها يعنى ...ونبى قولولى ..دى تبقى بلد 
محروسة ؟؟؟ ولا منحوسة ؟؟؟

إيه يامصر ..إيه يا أم الطيبين ..إللى حكموا فى الزمان ده يبقوا مين ...دين أبوهم ..إسمه إيه
حد يعرف فيكوا دين ...
كل أتباعوا لصوص أو.... قوادين ...
في المعاصي مولودين ...في الكراسي مأبدين...
في التفاهه معدودين ... في السفاهه مفرودين ...
عالبلاهه مسنودين ...للشراهه مجندين ...
عالقرف متعودين ... عالشرف متمردين...
عالوطن متنمردين ... بالخيانه موحدين
اللي يعرف دين كده يقولي عليه ؟؟؟
دين أبوهم أسمه أيه ؟؟؟
جمال بخيت  
المنســـ26 ــــ 7 ــــ 2011 ـــــى 

Friday, March 25, 2011

قصة السرب 36 قناصة

قصة ستسمعون فى الأيام القادمة الكثير مثلها من من كانت لهم حكاية مع الثورة من يومها الأول – ستعرفون معنى العنوان بعد قليل – الزمن ..25 يناير الساعة 11.30 صباحا ..المكان – أمام التوحيد والنور الماثل بشارع السودان بالدقى ..إستقليت سيارة كان بداخلها أصدقائى – شريف الفاتحهشام الجرف مراد عبد السلام ودكتور بشرى معرفوش – إنتقلنا بعدها إلى مقر حزب الجبهة .ركنا العربية هناك وسيرنا على الأقدام إلى مسجد الحامدية الشاذلية فى شارع وادى النيل بالدقى والمؤدى إلى مسجد مصطفى محمود ..الطرقات خالية تماما إلا من ثكنات الأمن المركزى التى مررنا عليها بالسيارة ..صلينا الظهر فى مسجد الحامدية الشاذلية وبعدها إنتقلنا إلى مقهى بجوار ميت عقبة إنضملنا هناك صديقنا أسامة سليمان-  مشير أبو الفتوح وأحمد عزت قرينا جرايدنا – تجاذبنا أطراف الحديث – شربنا أحلى شاى – وبدأنا رحلة البحث عن أى متظاهر ..عدنا إلى نقطة البداية بالقرب من مسجد الحامدية الشاذلية كانت الساعة واحدة تقريبا وبعض الناس واقفة فى تجمعات تتراوح الأعداد بين 5:6 أفراد أكثر من تجمع شباب وبنات وأخذنا فى تبادل النظرات فى توجس إلى ان أخد أحد الشباب المبادرة وإنطلقت شرارة الثورة بعبارةيسقط يسقط حسنى مبارك – ومنها إلى عيش حرية كرامة إنسانية – وبدأنا التحرك كنا حوالى 30:40 فرد (وده إللى خلانى سميته 36 ..وقناصة لإننا مش مجرد مظاهرة طالعة فى ميدان عام ..لأ كان الهدف إننا نمشى فى الشوراع الداخلية عشان نوصل صوتنا أكتر عدد من الناس وقد كان ..كنا عاملين زى كرة التلج ))أو ده كان هدفنا ..إننا نلم أكبر عدد من الناس – شوية وظهر اللواء أركان حرب تامر عبد الوهاب قائد السرب 36 قناصة إللى مبقاش 36 كنا وصلنا حوالى 200 ولا 300 (انا ما بعرفش أعد على فكرة ) تامر انا معرفوش بس عرفته بعد كده ..وبالتنسيق مع عيون السرب مشير أبو الفتوح هو وبعض الناس إللى معرفهمش من الجنود المجهولين ومنفذى العمليات الإنتحارية فى السرب كنا بنزوغ من الأمن فى الشوراع الجانبية والعدد بيكتر وبيكتر والفكرة بتنجح وبتنجح وشكلنا بيحلو أكتر وأكتر على العصر كده كنا وصلنا 600 أو أكتر ..بس ما أعتقدش إننا وصلنا ألف ..وكنا بنلف فى الشوارع الداخلية مرددين هتافات مثل – عيش حرية كرامة وإنسانية – ويأهالينا ضموا علينا ..إحنا إخوتكم إحنا ولادكم ..إحنا بنعمل كده علشانكم ..وعلى وعلى وعلى الصوت إللى هايهتف مش هيموت – ويسقط يسقط حسنى مبارك – وباطل – باطل – حسنى مبارك زبعض الوزراء – وأه ..يابلدنا ..ياتكية ..ياوسية ...سرقوكى الحرامية ...نهبوكى الحرامية ..- ومصر يا أم ,,ولادك أهم ..بناتك أهم ..دول علشانك شالو الهم ...دول يفدوكى بالروح والدم ..ولا هو عدلى ولا حبيب إرحل ياوزير التعذيب – و ولا حبيب ولا عدلى إللى يعذب ناسى وأهلى ..وعيشة ياوزيرة الندامة ..فالحة فى تصدير الخدامة – وغيرها من الشعارات إللى أقل ما يقال عنها إنها إبداعية –وجدير بالذكر هنا إنه بعد ما صوت الشباب لإنه ضخم وتخين والحنجر باظت من الإنفعال صوت الشباب راح كانت البنــــــات هى إللى بتهتف وتقود المظاهرة وإللى عرفتها منهم كانت خلود التانبولى - إستمرينا فى اللف فى الشوارع الجانبية لحد ما بقتش عارف انا فى الدقى ولا المهندسين ولا فين بالظبط ..وعلى أخر النهارد فى المغربية كده وصلنا على الكورنيش وكنا عايزين ندخل من مكان هو كان هيودى على التحرير بس الأمن ما سبناش نعدى وبعد مفاوضات وشد وجذب وأنباء عن إحتشاد إخواتنا فى التحرير وسد كل المنافذ المؤدية من وإلى التحرير فى الوقت ده كنا وصلنا حوالى 2000 وكنا بقالنا 6 ساعات تقريبا بنمشى فى الشوراع والعدد بيزيد رجعنا نلف تانى فى شوارع داخلية لحد ما وصلنا عند كوبرى معرفش برضو هو كوبرى إيه ومكنتش مركز أسأل حد بس هو كان قريب من محطة مترو الدقى على بعد 15 دقيقة تقريبا منها ...لقينا عند الكوبرى قوات أمن أكتر من المتظاهرين نفسهم كانت الناس خلاص جابت أخرهم ...وكانوا بيحاولو يعدوا من قوات الأمن لكن كل المحاولات باءت بالفشل وأحيانا نذقهم ونرجعهم لورا وأحيانا يجروا ورانا ويفرقونا بس كنا بنرجع تانى ..وشوية وظهرت مظاهرة ورا قوات الأمن إللى كنت واقفة بقينا مظاهرة من وراهم ومظاهرة من قدامهم راحوا سابو إللى وراهم تعدى نحيتنا وإنضمينا على بعض فى مشهد انا مش قادر أوصفه وفى الأخر قعدنا على الأرض وكان فى ولد زى السكر كان بيقول شعر نجم ده ووشوية والأمن بدأ يضرب عشان يمشى الطريق ..بس الحمد لله ما نابنيش من الحب جانب وبعد ما فشلت كل المحاولات رجعنا فى نفس الشارع ده بس الناحية التانية وبعد 15 دقيقة تقريبا كنا وصلنا لمحطة مترو الدقى ..روحنا انا وعزت وبعدها بنص ساعة كنت فى بيتنا ..مش حاسس ولا سامع ولا شايف غير إنى أطمنت على صحابنا إللى كانوا معانا وعرفت إنهم ركبوا أتوبيس وراحو التحرير وإنضموا للمتظاهرين هناك وبدأ أول يوم إعتصام .تواصلت على الفيس لأنقل أخر الأخبار ومعرفة أخبار التحرير ..إتهديت ونمت وتانى يوم بعد صباح الخير مباشرة على التحرير ..بس المرة دى من غير السرب .
تمت