Monday, September 7, 2009

بدون عنوان



منذ فترة ليست بالبعيدة ولم تسمع أذاننا هذه العبارة الرنانة

(محو الأمية )

بعد أنا نشأت أذاننا وترعرعت على سماعها... وألسنتنا على التغنى بها ..ولم تختفى هذه العبارة بإختفاء الأمية أو بالحد منها بل العكس تماما فقد إختفت هذه العبارة بعد فقدان الأمل من محو الأمية الفعلى الذى طالما حلمنا به ..ولكن
الجديد هنا أنها صارت أكثر من أمية ..هى لومجرد أمية فما أيسر من إزالتها ببضعة أيام مع قليل من الصبر والإرادة ..ولكن الموضوع صار جهلا حقيقيا بكل طرق العلم والتعلم...... ليس بأمية فحسب
وما هو الجهل إلا نتاج أمية بل وأشد خطرا من الأمية وليست الأمية هى المتسببة فى الجهل بغض النظر عن إنها أحد أعمدته الرئيسية
وما الفرق بين الجهل والأمية
الأمية :هى عدم تمكن المرء من القراءة والكتابة
ولكن الجهل :( الخطر الداهم ) هو عدم معرفة شىء ما أو فرع من فروع علما ما هو الجهل بهذا الشىء أو أحد فروع هذا العلم فيقال فلان جاهل بعلوم كذا أو كذا
ولكن عندما يكون فلان هذا من أمة إقرأ أمة العلم والتعلم ولكنه لا يعلم ولا يكون جاهل بعلم ما ولكنه جاهل بكل شىء وأى شىء هو لايريد أنا يعرف أى شىء عن أى شىء فهذا هو الخطر الأكبر والطوفان الأعظم الذى يأكل فى طريقه الأخضر واليابس
فالعلم اليوم وسبل المعرفة ما أكثرها فليست القراءة والكتابة هى المتحكمة فى أن يكون المرء متعلم أو جاهل فالمعرفة اليوم تحصل عن طريق قرائتها أو رؤيتها أو سماعها وما أكثر أدوات التنوير من برامج تلفزيون وإذاعة وسينما ومسرح ومسلسلات ودروس وخطب علمية ومحاضرات وندوات مبسطة لكل من يطلب علم سواء كان أمى أو غير أمى
وإذا تعلم الأمى وهو يتلقى العلم بأى وسيلة خلاف القراءة والكتابة فمن الممكن أنه بعلمه يمتلك الإرادة التى يمحى بها أميته
أما إذا لم يتعلم الأمى أصلا فإنه لا يعلم أنه لو محى أميته سيتغير شأنه وشأن دينه وعمله وحياته فلماذا يتعلم وهو بالفعل لا يعلم العلم أو لا يعلم لماذا يتعلمه وبالتالى لايهمه إذن إن كان قارئا أو كاتبا أو غيرها
وأكبر دليل على عدم ضرورة أن يكون كل أمى جاهل

(النبى الكريم معلمنا وقائدنا ((محمد ))صلى الله عليه وسلم )

فهو النبى الأمى والمعلم ولكنه لم يكن جاهلا بل كان عالما حكيما... نعى تماما أنه لم ينطق عن الهوى ولكنه تعلم العلم وحصله وهو أمى لا يعرف القراءة والكتابة
وأيضا من الممكن أن يكون المرء جاهل وهو قارئا وكاتبا هو بالفعل ليس بأمى ولكنه جاهلا وربما يكون طالب تعليم ثانوى أو متوسط أو عالى ولا يعرف فى دنياه سوى ما تعرض له فى دراسته ويكون جاهلا بباقى نواحى الحياة تقريبا ....
هل هذا لأنه لا يقرأ ؟ أم لأنه لا يقرأ ولا يسمع ولايرى ولا يتكلم ولا يحتك ولا يتناقش وإن تناقش أخذ بالجدل مرارا وتكرارا حتى أضاع على نفسه وعلى الآخرين فرصة تعلم شىء ما ...
فالدعوة التى نريد إطلاقها الآن لمحاولة إصلاح ما أفسد طيلة العقود الماضية هى دعوة ضد الجهل ..نعم ..الجهل نفسه وذاته ...الجهل الدينى والتاريخى الجهل السياسى والإقتصادى الجهل الثقافى والإجتماعى والحوارى والأخلاقى ..ضد الجهل بكل أنواعه وشتى معانيه
فليست الأمية هى العامل الرئيسى للجهل وإنما الجهل هو الذى يحفظ الأمية ويزيد من نسبتها
الجهل بمقدار وقيمة العلم والتعلم
الجهل بإن فضل العالم على العابد كفضل الشمس على سائر الكواكب
الجهل بإن العلماء هم ورثة الأنبياء
الجهل بالقراءة والكتابة
الجهل بالسمع والمشاهدة
الجهل بفنون النقاش وآداب الحوار
الجهل بالدين
الجهل بالقرآن والسنة
الجهل بأول كلمة أنزلت فى أطهر رسالة على وجه الأرض وهى كلمة (إقرأ)
فعندما يكون فى هناك جهل....سوف تتفاقم وتتزايد على أكتافه الأمية
فكل جهل يخرج من وراءه أمية ...وليست كل أمية يخرج من وراءها جهلا فى ظل كثرة تعدد أدوات التنوير فى عصرنا الحالى
___ملحوظة___
أنا لست عالما ولا مفكرا وهذا شرف لا أدعيه بعد ولكننى أسعى للوصول إليه فرفعة أمتنا وتقدم وطننا لا يأتى إلا بالعلم والمعرفة فهى اليوم سلاح كل راغب فى التقدم والرقى
المنســـــــــــــــــــــ 5 – 8 – 2009 ــــــــــــــــــــى

1 comment:

ahmed ezzat said...

الله عليك تسلم رجلييييك يا رشاد وبرده تسلم ايدك اللى كتبت البوست اللى مش هاقدر اوصفه اد ايه غايه فى الجمال بس معلش فيه تعليق بسيط وانتقاد روح شوف البوست نفسه على بلوج الدفعه موجود غلطه املائيه لو عرفت توصلها هاديك جايزه جامده اوى