Monday, September 7, 2009

إلى أين ؟!!!!!




سؤال طرحته عليا نفسى وأنا أسير فى أحد شوراع القاهرة فى إحدى الليالى الرمضانية ؛ إلى إين ؟!!
إلى أين أمة وشعبا إلى أين دينا ودنيا إلى أين مستقبلا إلى أين رقيا وتحضرا


نحن جميعا إلى أين
وكعادتى أجد صعوبة فى الإجابة على ما تطرحه عليا نفسى من أسئلة
فنحن شعب مصر قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنا أننا فى رباط إلى يوم الدين وقال أيضا أننا خير أجناد الأرض .
شعب طيب كريم صبور خفيف الظل مسالم عزيز ذو نفس أبية يحب الخير ويعشق السلام والعدل والحرية
شعب هو الأعرق بين أقرانه والأفضل عند خالق أرضه وسماواته شعب نتباهى به بين سائر شعوب المعمورة شعب ذو تاريخ وحضارة وتدين وعادات وتقاليد هى الأعرق على الإطلاق
شعب كالأخ الأكبر فى حنانه وإحتوائه وعطفه ومشاعره
وكالأم فى رحمته وعطائه وإنشغاله
وكالأب فى حكمته ورويته وإحكامه وأحكامه
شعب جسور عظيم معطاء مقدام
شعب إذا أقدمنا على سرد مميزاته ومواصفاته مإنتهينا ولو ألفنا بعدد أفراده كتبا وعدد دروبه ومسالكه سطورا وكلمات فأخشى ألا أعطيه حقه فأمسك عليا لسانى وأكتفى بأقل القليل فى تعريفه
ولكن لايزال السؤال مطروحا ... نحن جميعا إلى أين
فالشعب الطيب المسالم المتوكل أصبح شعب شرسا مستبدا جشعا متواكلا


(إلى مارحم ربى كى لا نقع تحت طائلة شرك التعميم)


الشعب المجيد ذو الدين والعادات والتقاليد أصبح الدين فيه يتدهور تدهورا ملحوظا


ولا سبيل إلى مفر من ذلك وأصبح يستورد العادات والتقاليد بدافع التقدم والرقى وشتان مابين الإستفادة من ثقافات الآخر وبين الإنسلاخ من الأصل والذوبان فى هوية وثقافات الأخرين . الشعب خفيف الظل أصبح جزء منه وهو السواد الأعظم فى كآبة مستمرة وغياب تام عن الحياة وإنغماس فى هموم لا تنتهى من فقر وبطالة وهو الجزء الذى تحت خط الفقروجزء آخر يكفى يومه بالكاد لا يعرف شىء ولايريد أن يعرف عن أى شىء وجزء أخر أصبحت خفة ظله مبتذلة ومصطنعة وأصبح يسخر من كل شىء وعلى أى شىء فهو يسخر ويستهزىء وينكت على كل المشاكل دونما حل أو ربط وإنما فكاهة مصطنعة هى أقرب للـ(إستظراف )وشعب كريم وصل إلى هذا المستوى لايبقى له من كرمه إلا القليل الذى نستعرضه أمام السواح ومن حضارته وتاريخه سوى بعض الأطلال والأحجار التى طالما تكلمنا ونتكلم ولا نزل نتكلم عنها ونتشدق بها حتى لغته رابطته ووحدته هو وأقرانه من سائر الشعوب العربية تخلى عنها هى الأخرى ولا سبيل للخوض فى تفاصيل هذه الجريمة أيضا فقد تحدثنا عنها سالفا .فالأخ الأكبر بعد أن وصل إلى هذه الصفات لابد وأن يكون قد فقد هيبته وفقدت الأم حنانها وعطاءها وفقد الأب حكمته ورويته فلا تحدث مثل هذه الأمور إلى حينما تقوم الساعة
فنحن الآن إلا مارحم ربى أيضا واقعون تحت طائلة الإفراط والتفريط
الإأفراط فى المأكل والملبس وتغيير أجهزة المحمول إفراط فى إنحلال وميوعة وإنغماس فى شهوات إفراط فى إعلام فاسد وجهل يستشرى بيننا
وتفريط فى قيم ومبادىءوتفريط فى تحصيل علم ودين تفريط فى الخلق الحميدة التى طالما تحلينا بها تفريط فى الحقوق والواجبات والمعاملات تفريط فى عبادات تفريط فى التواصل بين بعضنا البعض تفريط فى كل ما خلقنا من أجله
إفراط فى القول وتفريط فى العمل
إفراط فى التواكل وتفريط فى التوكل
إفراط فى جدال عقيم وتفريط فى مناقشة بناءة وفهم وتعمق
كل هذا وذاك .... ولا يزال السؤال مطروحا بلا إجابة محددة وقاطعة
نحن جميـــــــــــــعا إلى أين ؟؟؟
السؤال يلح عليا من أعماق أعماقى .. هل فقدنا الأمل فى التغيير وفى الحياة فوصلنا إلى ما نحن فيه
هل فقدنا الأمل فى أن نكون أعزاء أحرار يسود بيننا العدل والحرية فبفقداننا الأمل وصلنا إلى ما نحن فيه
بالطبع توجد بيننا إيجابيات كثيرة ولكن السلبيات أكثر والتخلف والتدهور أوسع وواقع خطواته أكبر وليست الصورة بيضاء ناصعة كما عرضت فى أول الرسالة ولا سوداء صماء كما عرضت فى آخرها
ولكن بالطبع ما دفعنى لكتابة هذه الرسالة هو إحساس بعدم الأمان إحساس بعدم تحديد إطار عام نسير فيه إحساس بالفوضى وفقدان الهوية وإزدراء الأخلاق إحساس بالكذب والغش على أنفسنا طوال الوقت
وفى نهاية رسالتى هل من باحث معى عن الإجابة هل من أحد يشاركنى نفس إحساسى أم انا واهم وإختل إحساسى وتحولت إلى باحث عن سراب
هذه كلمات شاب يبحث عن الأمل فى حياة كريمة حياة خلقنا فيها فى المقام الأول لعبادة إله واحد وقال عنها رسولنا الكريم أنها دار فناء
وأيضا قال عنها كى لايساء فهمى
إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا كما قال إعمل لأخرتك كأنك تموت غدا
أو كما قال صلى الله عليه وسلم
شاب يبحث عن الأمل فى سلام قائم على الحب
وعلى مساواة أساسهاالعدل
شاب عربى مسلم يؤمن بكل الرسل ويحترم كل الأديان ويعمل بقوله تعالى


(لكم دينكم ولى دين )
شاب يحترم آدمية الإنسان ويحب فى الله إبن جلدته إخيه الإنسان ويحترم ثقافات ومعتقدات الأخر التى تقوم على العدل والحرية والمساوة والحب والتواصل لا على القتل والظلم والقهر والإحتلال والإستبداد
وكما قال مفكرنا الراحل عبد الرحمن الكواكبى
إن هى إلا كلمات حق وصيحة فى واد... إن ذهبت اليوم مع الريح فستذهب غدا بالأوتاد
المـنســـــ6ــــــ9ــــــ2009ـــــــــى

2 comments:

kochia said...

دايما بتسال اسئلة صعبة جدا
الي اين ؟؟
يا صديقي لقد اقنعت الدنيا قاطنيها انها الافضل وقوانينها الافضل
وتلك الروح التي تتحدث عنها انما اصبحت غريبة جدا في هذه الدنيا
هون علي نفسك وتمسك بما انت متمسك به

Asmaa Rabie said...

رائع كالعادة :)