تستطيع أن تقول فقدان الكرامة فى المقام الأول و من دعى إلى الثورات العربية فى توقيت واحد على أنظمة جاءت أيضا فى توقيت واحد هو التالى للحقبة الإستعمارية التى أفقدتنا شيئا من هويتنا ...ولإننا كنا ندين لأنظمة الحكم هذه بشىء ما من الإحترام لإنها من ثار على الإستعمار وحقق الإستقلال فى معظم أنظمتنا العربية فكنا لا نعى حتى حق الإعتراض عليها ولكن ما زاد الطين بلة التقدم المذهل لدول العالم الذى جعلنا نتذيل القوائم الإحصائية دائما ..حتى فى أبسط الأشياء فى الوقت الذى علماؤنا وفلذات أكبادنا يتقلدون أرفع المناصب فى هذه الدول وإسئلوا الباز وزويل وإشتدت طاقة الثورة أكثر حينما إنتهكت حقوق المواطنين فى البلدان العربية .... كافة الحقوق السياسية والعقائدية ..إلخ ..مما جعل شكل المواطن العربى فى العالم كله وكأنه بشر من كوكب أخر ..معدوم الإحساس بكرامته ..يعيش أيامه فى سلسلة من ممارسات الخنوع والخضوع والذل ...إلى أن وقعت حادثة خالد سعيد ..أو البو عزيزى ..أو إنتخابات 2010 ...أو الكثير من الحوادث فى مصر والدول العربية التى أدت بشكل مباشر أن يثور العرب على الأنظمة التى قدموا لها فروض الولاء والطاعة كثيرا ...الأنظمة التى لم تستطع على الأقل فى ظل خنوعها وخضوعها أن تعمل على توحيد صفها وتحقيق الحد الأدنى من الكرامة والعدالة والعيش الكريم لمواطنيها ...ٌقامت ثورة تونس وتوالت بعدها الثورات العربية المباركة فى الوطن الكبير ولإننا على يد الملوك والرؤساء العرب ...عليهم جميعا من الله ما يستحقون ...أصبحنا مجرد قطع على رقعة شطرنج يحركها الغرب بقيادة أمريكا وتدابير إسرائيل
ولذلك
تم التعامل مع كل ثورة بشكل ما مختلف
ليس لحساب الثوار اللذين ثاروا على الظلم واللذين يطالبون بأبسط حقوق العيش الآدمية
عفوا
الغرب يطبق مبادئه لصالحه فقط
من هذا المعتوه الذى يعتقد أن دم المصرى له إحترامه وقدسيته عند أمريكا مثلا ؟؟!!!
أو دم الليبى له ذلك عند إيطاليا ؟؟!!
أو دم التونسى له ذلك عند فرنسا ؟؟!!
إن هذه الدول جل آمالها فى الحياة أن تستيقظ يوما ما لم تجدنا على وجه البسيطة
وإذا سألت نفسك لماذا تم التعامل المباشر مع الثورة المصرية ((التى أثرت على الإقتصاد العالمى ))وأربكت سيناريوهات السياسة الدولية ...,التى أيضا تحمل كل القيم العظمى من السلمية والتحضر والرقى ما تحمله
ولكن هل جاءت أوامر مباشرة بتنحى مبارك ؟؟
لإن الثورة المصرية تسببت فى صداع للأنظمة الأوروبية ..وإذا سألت نفسك أيضا ..لماذا لم يتم رد الفعل تجاه ثورة ليبيا أو اليمن أو البحرين أو ((سوريا ))؟؟!
أو غيرها من الثورات العربية
تونس ..بن على قصر على شعبه الموضوع وفر هاربا ..أما بشار أصر على إبادة شعبه فما كان رأى منظمة المؤتمر الإسلامى ؟؟ أو جامعة الدول العربية ؟ أو الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان العالمية ؟ مجرد كلام
كذلك الوضع فى ليبيا تدخلات غير موفقة للناتو
كذلك اليمن الذى لم يحدد مصيره بعد
ببساطة إن لم يكن الغرب مستفيد بشكل ما أو بأخر من خنوع وخضوع وذل الشعوب العربية ..كان لا يلزم الصمت هكذا ..ولو كانت منظمة المؤتمر الإسلامى أ و الأفريقى أو الجامعة العربية بها من يحترمون هذه الشعوب ويبقون عليها ..لكان الوضع تغير كثيرا ...
وهو ما حملنى أنا أفكر بمنطق نظرية المؤامرة
لقد أصبحنا حكومات وشعوب مجرد دمى فى النظام العالمى الجديد الذى زرع إسرائيل وجعل لها أنياب ومخالب وأباد البوسنة وأنهى العراق وأغرق الصومال وقسم السودان ويتوغل فى دول حوض النيل ليحاصرنا
نحن كحكومات وكمواطنين وشعوب عربية وإسلامية أصبحنا لا نحتاج إلى أن نثور نحن كشعوب فالشعب باقى وواعى وإرادة الله ستتحقق فى النهاية ولكنها تفتقد فقط الأسباب ..نحن أصبحنا نحتاج إلى حكومات تثور على النظام العالمى الذى يحاولون ترويضنا كى نرضى به ...نحن نحتاج حقا نظام عالمى جديد يخدمنا نحن
المنــــ27 ــــ7 ـــــ2011ــــى
No comments:
Post a Comment