Thursday, July 28, 2011

الحاجة إلى الثورة على العالم


قرأت لأحد الأصدقاء الثورة فى مهب الريح ..وقرأت اليوم لدكتور يوسف زيدان ..ثورتنا المصرية ..تفقد البوصلة ..لماذا ؟
وقرأنا كثيرا فى الأيام الماضية تعليقات مثل ياثورة ما تمت ..وإنتبه من فضلك الثورة ترجع إلى الخلف ..إلخ
وفى مقالى مصر المنحوسة كتبت وجهة نظرى فى كيفية أننا دائما ما نعيش الفرحة منقوصة وأيضا فى مقال قراءة فى الثورات العربية ..تحدثنا عن المؤامرة التى تحاك للدول العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص أو تستطيع أن تقول رسم مسار محدد تسير فيه هذه الدول لإبعادها عن التأثير فى الرأى العام العالمى أو خريطة التحولات السياسية الدولية ..وذلك  يتم أحيانا بمساعدة الدول العربية نفسها !!
نحن قمنا بثورة ..أنا لا أتساءل ..فنحن فعلا قمنا بثورة ..أبهرت العالم ..عذوبة ورقى وفكاهة ...وتصدينا لأعمال بلطجة نتجت عن تصرفات غير مسؤلة من وزير داخلية ندل ورئيس جمهورية جبان ..المسؤولون عن الفراغ الأمنى الذى حدث فجأءة فى بلد بحجم مصر وكأنه خيار بين الحرية وبين الموت وصمد الشعب المصرى وظهر معدنه الأصيل كالعادة – وصنعنا التاريخ كالعادة ووقف مع الثورة من وقف ...ووقف ضدها من وقف ومنذ نزول قوات الجيش إلى الشارع وهى تحظى بتأييد جماهيرى واسه وقوبلت بالورود رغم أنها كانت على الحياد ورغم أنها لم تحرك ساكنا فى موقعة الجمل وتركت دماء الثوار الذكية تسيل من قبل غوغائية النظام السابق ورغم ذلك ...نحينا كل هذا جانبا ونظرنا إلى نصف الكوب المليان وتذكرنا للجيش وللمجلس أنهما لما يستجيبا لأوامر ضرب المتظاهرين وخرج علينا المجلس العسكرى فى كامل بهائه يحتضننا ويضرب تعظيم سلام لشهداء الثورة ...والله العظيم ثورة ...ولإحترامنا للمجلس العسكرى بمجرد ما قالنا ..خلاص روحوا إنتوا وإحنا هانجيبلكم حقكم ..والمثل المصرى بيقول إيه؟؟ ...إللى مالوش كبير بيشتريله كبير ..ودى ثورة شعب وملهاش قيادة ...وضعنا كل أملنا فى ربنا إللى نصرنا ثم فى المجلس العسكرى ...سمعنا الكلام ومشينا
وبما إن فى ثورة قامت ..وأؤكد أنها ثورة مش أى حاجة تانية
ولإنها فعلا ثورة كان من المفترض أن يكون عمل دستور جديد ..يليق بالثورة ومطالبها ويكون هذا الدستور مطلب ثورى من المطالب الرئيسية مثل إسقاط النظام تماما ولكن حبا وإحتراما وتقديرا للمجلس العسكرى قبلنا بمقترح الإستفتاء ..ووضعنا قدمنا داخل دوامة الدستور ولا الإنتخابات ..وأديرت اللعبة بشكل قذر ..ولكنها إرداة الله ..خلاص الإنتخابات أولا والحمد لله
كانوا 9 مواد وبقوا 63  وقلنا مش مهم عادى
وكان فى قبلها فى 9 مارس كشف عذرية وكان فى ...ورصيدنا لديكم يسمح وقلنا مش مهم
المفروض إللى أعرفه طالما إتقالنا روحوا وحقكم هايجيلكم ما نضطرش لنزول الميدان تانى ..ننزل ليه ؟؟
الريس وإتخلع ...والنظام ..وسقط ..والجيش بتاعنا ..هو إللى حاكم البلد ...قالك فى ضغوط من الخليج عشان ما نحاكمش المخلوع ..عملنالوه مليونيات ترفع عنه الحرج والضغوط قالك العجلة واقفة ..نزلنا كلنا نزق والعجلة كانت هاتمشى وتبقى زى الفل ولكن
إيه بقى إللى بيحصل تحت الترابيزة
حد فاهم حاجة يفهمنى ؟؟!!
بعد الفترة القليلة المشرقة فى وزارة الخارجية المصرية شالوا العربى وجابو العرابى ..لييييييييييه ؟؟؟!!!
بعد ما حصلت المصالحة وإتفتحت المعابر وإرتعدت فرائس اليهود جراء ما يجرى فى مصر من حراك يهدد مباشرة أمن إسرائيل – وراجعوا أحداث ذكرى النكبة والمسيرات التى خرجنا فيها وكاانت تشبهه إلى حد كبير فى روعتها مسيرات جمعة الغضب إلى أنها مبطنة بالعقيدة التى تجعل القضية الفلسطينية على رأس أولويات ..مصر الثورة
طار العربى ..الذى جعل الخارجية الإسرائيلية تنتقدنا أكثر من مرة فى إسبوع واحد بسبب أنه صرح أن مصر اخذت على عاتقها إعلان قيام دولة فلسطين فى الأمم المتحدة فى 2012 وبسبب أنه إحتضن المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين ..وفى الوقت ذاته كانت الجبهة الداخلية لا تقل حرارتها وسرعة أحداثها عن الجبهة الخارجية
أحداث كثيرة وجمعات متتالية أسفرت عن وحدة وطنية وحبس فلول النظام ووضع مبارك تحت الإقامة الجبرية وغيرها الكثير من احداث الأشهر الماضية التى لا تخفى عليكم جميعا
............
أحيانا نرجع البطىء فى إتخاذ القرارات من المجلس العسكرى ورئاسة الوزراء ((التى من المفترض أنها ثورية )) إلى إلتهاب الأوضاع وإلى أن المجلس غير مسيس والضغوط وغيرها
وأحيانا نرجعه إلى سيناريوهات خارجية مرتبطة بمعونة أو ((بنظام عالمى )) كثيرا مل يقلقنى هذا المصطلح من جراء قراءاتى لكتب الرائع مصطفى محمود ومشاهداتى لسلسلة القادمون ..أشعر بخطوات تؤخذ فعلا على أرض الواقع أننا ..أقصد دول العالم الثالث والدول العربية والإسلامية أننا مجرد دمى على رقعة الشطرنج العالمية ..كلا له دوره كحائط صد لجهة ما معينة أو لدولة ما معينة فرأينا مثلا أنه أكثر من أدلى بتصريحات جراء ما يحدث فى ليبيا هى حكومة إيطاليا كقوة إستعمارية لليبيا سابقا وفى تونس كانت فرنسا وفى مصر كان الكل يدلى بدلوه لأهمية وحساسية الموقف المصرى وتأثيره على المشهد العالمى
........
أما عن سوريا وما يفرض عليها من عقوبات إقتصادية وإطلاق يد النظام السورى وشعبه لينهك كل منهما الآخر وذلك بالطبع يصب فى المصلحة الإسرائيلية ..وإطلاق يد السعودية كحليف أمريكى فى المنطقة تفعل ما تشاء فى اليمن والبحرين 
................
إذن هناك شىء ما غامض ...يحيرنى وأعتقد أنه يحيركم أيضا
لدى بعض الإعتقادات التى لا أريد أتا أصدقها لإنها بمثابة كارثة إن ثبتت صحتها
هل هناك صحة لما يتردد أن هناك سيناريو مسبق للوضع الحالى فى مصر  ويتم التعديل والتغيير فيه على حسب الأوضاع الداخلية والخارجية ودرجة حرارتها ؟؟!!
هذا السيناريو المرعب من وجهة نظرى والذى يٌخمن انه بموجبه تم خلع مبارك مع الإبقاء عليه بدون محاكمة هذا السيناريو هو الذى أطاح بالعربى وجاء بالعرابى هذا السيناريو الذى جعل سامى عنان الساعد الأقوى فى المجلس العسكرى المصرى يكون متواجدا فى البنتاجون قبل التنحى بيومين فى الوقت الذى كان فيه مبعوث أمريكا للشرق الأوسط متواجد بالميدان !!
هذا السيناريو الذى سمح للمجلس العسكرى بوضع ال63 مادة التى أطاحت بأناس مثل زويل من السباق الرئاسى ..هذا السيناريو الذى يحاول القائمين عليه جاهدين أن يعيدوا الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة والمتمثل فى نقاط كثيرة جدا أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر فترة جس نبض الشارع المصرى التى كانت تتضمن إعتذار مبارك والفترة التى خرج فيها وزراء النظام السابق براءة وبالونة إختبار خروج زكريا عزمى لكبر سنه وخروج الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين فى السويس براءة !!! والتى تسبب فى الموجة الثانية للثورة
هذا السيناريو أيضا المتسبب فى الحكم من يومين ببطلان دعوى رفع إسم مبارك من المنشآت والميادين العامة وكأننا لم نثور ...لإننا لو ثورنا حقا لا داعى لذكر إسم أى شخص أيا كان فى مصر الجديدة على أى منشأ
هذا السيناريو الذى تسبب فى أن اللواء ممدوح شاهين خرج علينا ليخبرنا وياللعجب أننا قلنا نعم للمجلس العسكرى وهذا السيناريو الذى جعل اللواء الروينى يتهم بعضنا بالخيانة والعمالة والذى جعل اللواء الفنجرى يهددنا بإصبعه واللذى جعل مكالمة اللواء كاطو تطيح بمذيعة بقيمة دينا عبد الرحمن والذى جعل إلى الأن وجود 11 ألف سجين قابعين خلف قضبان السجون الحربية والذى أعادنا ثانية إلى ميدان التحرير فى فى صيف لا يعلم حرارة شمسه إلا خيرة شباب الوطن الذى يحترق تحتها يوميا تحت مرأى ومسمع وتعنت من القيادة السياسة الحالية  التى تقبع هى فى مكاتبها المكيفة التى تتعامل بنفس منطق سيبوهم يتسلوا ..حقا هناك إنجازات كثيرة تحققت على الأرض من بداية إعتصام 8 يوليو إلى الآن ...ولكن ألم نقم بثورة ؟؟!!..لماذا إذا نضطر أن نضغط ونشحت الحرية لتتحقق مطالبنا ؟؟؟!!!
هذا السيناريو أيضا الذى أعتقد أنه متسبب فى هذا الحوار ..الذى قال فيه الدكتور خالد أبو الفضل أن أمريكا تفضل حكم العسكر أو الحكم الوهابى لمصر طبعا كما وضح فى حواره أن هناك إجتماعات مستمرة فى البنتاجون لتحديد ما هو نظام الحكم الأفضل ((للمصالح الأمريكية فى مصر فى الفترة المقبلة ))!!!
ذلك كله فى جهة وفى الجهة الأخرى إنشقاق الصف الداخلى برفع دعاوى التخوين والتكفير والأسلمة والعمالة والخيانة
أنا لا أدعى أنى مسيس ..أنا لا أحمل أى توجها سياسيا يحملنى على إتباع فصيل بعينه ولكنى مواطن مصرى أحلم باليوم الذى يعيش فيه وطنى فى المكانة التى تليق به مؤثرا فى خريطة العالم لا تابعا لأيدولوجيات مسبقة
ولو كنت مسيس فعلا ما كنت إمتنعت عن النزول بعد جمعة الغضب ..قال إيه..إحتراما للجيش لإنه قال إن فى حظر تجول ..فا سمعت الكلام وقعدت فى البيت ..وحينما عاودت النزول يوم 30 فى الأسكندرية وسمعت خطاب لم أكن أنتوى ...صعب عليا الريس ..المخلوع ...الله يخلع قلبه البعيد ...وأفتتنت بلهجة الإنكسار التى كان يتكلم بها ..ولما تبينت الرؤيا أمامى وعاودت النزول إلى الميدان وتعرضت للأراء التحريرية  المحررة من شباب مصر الرائع ..إستعدت قوتى الثورية وآثرت الإعتصام فى الميدان
إذن كل ما هنالك أنى مصر مسلم لا أحمل أى أجندة ولا أقوم بعمل ينافى دينى أو أخلاقى ولا أقصى فصيلا بعينه ولا أكفر أو أخون أحدا ولكنى حقا بدأت أن أكفر برموز وطنى
ولذلك كل ما أتمناه فى المرحلة المقبلة أن تنقشع سحابة الخنوع والخضوع  لحكوماتنا ((التابعة )) وقيادتنا السياسية وتكون حكومة ثورية ....لالا ...لا أقصد أن الحكومة تأخذ شرعيتها من الميدان ..ولكنى أقصد أن تكون ثائرة ومؤثرة فى السياسات والنظم العالمية
لماذا لا نكون مثل الصين أو فنزويلا أو حتى إيران ((فى المواقف السياسية الخارجية ))لماذ لا نكون مثل البرازيل أو حتى كوبا ..ولنا من إمتيازات ما لا يهمشنا مثل كوبا مثلا وسوف تكون أصدقائنا دولا مثل المذكورة لا تتسم بخيانة الوعد أو العهود المعسولة مثل أمريكا وإسرائيل
من ينظر إلى التحولات السياسية العالمية ويعى أن أمن إسرائيل خط أحمر بالنسبة للإدارة الأوربية بقيادة أمريكا يعنى تماما ومن غير فكاكة
أن أمريكا لا ولن ولم تفكر فى حق أى فرد يعادى إسرائيل على وجهه البسيطة أو يعادى الصهيونية العالمية أو يقوى من شوكة الإسلام والمسلمين ..وإسألوا البوسنة والهرسك وإقرأو تاريخ فلسطين من النكبة إلى الآن وسربنتشيا بل وحرب أكتوبر نفسها شاهدا على التدخل الأمريكى فى شؤننا وهى عدو وهى صديق
أخيرا وليس أخرا
بعد أن تمنيت وجاء اليوم فعلا الذى تقول فيه شعوبنا الخانعة كلمتها وتوحد وراءها صفوف العرب وتجبر الجبابرة على الرحيل
أتمنى جديدا وأدعوا الله أن يطيل فى فى عمرى للوقت الذى أرى فيه حكوماتنا تثور على الأوضاع العالمية وتخرج خارج إطار اللعبة وتعتصم وتجتمع من أجل تغيير موقف دولى واحد نؤثر فيه ونغيره ليس عن طريق الشجب والإدانة والرفض ولكن عن طريق الأفعال وتكون لنا سياستنا النابعة من مصالحنا ومصاح شعوبنا وليست لأى أيدولوجيات مسبقة لصالح أناس أخرون
والله الموفق والمستعان
المنســـــ27 ــــ7 ـــ2011ـــــى

No comments: